علاقة مجلس المنافسة بعقود الإستغلال تحت التسمية الأصلية

فريد الولهازي: مقرر بمجلس المنافسة:

مؤسسة قديمة بعض الشيء، و قد تطورت من لجنة منافسة إلى مجلس منافسة، و ينص القانون المتعلق بإعادة تنظيم المنافسة و الأسعار لسنة 2015 في فصله السادس على كون هذه الإتفاقات مخلة بالمنافسة مع الفصل عدد 5 و لكن يمكن إعفاؤها من تطبيق فصل قانون المنافسة.

كانت عقود الإستغلال ممنوعة لأنها تخل بالمنافسة، فخصوصية هذه العقود تتمثل في إمكانية التعرض للتزوير، و ما يمكن أن يفرضه صاحب العلامة من شروط… و بالتالي هناك مس بالمنافسة، و هو ما جعل المشرع يستثني مثل هذه العقود شريطة:

1- أن لا تؤدي لفرض تضييقات تتجاوز ما هو ضروري لتحقيق ما ترمي إليه من أهداف أو الإقصاء التام للمنافسة في السوق المعنية أو جزء هاما منها.

2- تكون ضرورية لتقدم تقني أو اقتصادي و أنها تدر على مستعمليها قسطا عادلا من فوائدها.

هذا الفصل موجود منذ مدة طويلة، و عليه تخضع أصناف هذه العقود لترخيص من السيد الوزير المكلف بالتجارة، و ذلك بعد إستشارة مجلس المنافسة، و تعد هذه الإستشارة وجوبية، و لكن يبقى رأي مجلس المنافسة غير ملزم. و من أجل المحافظة على الشفافية، و حتى يكون لمثل هذه القرارات شيء من المصداقية، اشترط القانون أن يكون قرار السيد الوزير المكلف بالتجارة معللا، و أن يستشير فيه مجلس المنافسة، كما يتم نشره بالرائد الرسمي، و يتم نشر آراء مجلس المنافسة بموقع الواب، من ما يخول لأصحاب المصالح إمكانية الإطلاع على جميع القرارات المنشورة بالرائد الرسمي و المشاورات الموجودة على موقع الواب..  بالتالي فالإستشارة إلزامية، و لكن الرأي الذي تتمخض عنه غير ملزم. و لكن عندما ترفض الوزارة مخرجات مجلس المنافسة، تكون مطالبة بتعليل سبب الرفض، و الجدير بالذكر أن كل قرارات السيد الوزير المكلف بالتجارة مطابقة تقريبا لآراء مجلس المنافسة.

عقود الإستغلال تحت التسمية الأصلية عقود قانونية 100%

منذ أن تم تحرير الإقتصاد التونسي سنة 1991 اكتست هذه العقود العديد من الأصناف، إذ نجد عقود الإستغلال تحت التسمية الأصلية، و قد خص المشرع التونسي هذا الصنف من العقود بقانون خاص به، كما نجد العديد من أصناف العقود الأخرى، كعقود الإمتياز و عقود التنفيذ التجاري الحصري و غيرها… و كل هذه العقود خاضعة وجوبا للترخيص من السيد الوزير المكلف بالتجارة بعد استشارة مجلس المنافسة، و الصنف الوحيد من العقود الذي قام المشرع التونسي بتقنينه و إحاطته بنصوص تطبيقية هو عقد الإستغلال تحت التسمية الأصلية.

أما عقد التمثيل التجاري الحصري مثلا فهو ملزم لصاحبه ببيع منتوجات معينة دون الحصول على العلامة.

Read Previous

هاجسنا الجماعي هو تقديم خدماتنا في أسرع وقت ممكن

Read Next

مؤسسات التوظيف الجماعي وجه من وجوه تضارب القانون الجبائي

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular