استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته السادسة والعشرون من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن الأوضاع الاقتصادية في ظل ازمة الكورونا وفيما يلي نص الحوار:
السيد نادر حداد: محلل مالي
يوجد حاليا اضطراب في سوق النفط ويعود ذلك الى نقص في الطلب العالمي عليه ورأى المتداولون في السوق ان 10 مليون برميل تخفيض في مجموعة الاوبيك غير كاف لاجتثاث المعروض لأنه يوجد تخمة في المعروض.
وقد بينت دراسة قامت بها مجموعة الاوبيك ان هذا التخفيض هو الأعلى في تاريخ المنظمة والتي لها سعر مرجعي فسعر النفط يختلف من بلد الى بلد حسب نوعيته فمثلا بين أعضاء منظمة الاوبيك البرميل السعودي والمتمثل في العربي الخفيف والعربي الثقيل يختلف في جودته من مكان الى اخر حسب نسبة الكبريت فيه فاذا كان اقل من 0.5 بالمائة فهو ذو جودة عالية وإذا كان أكثر من 0.5 بالمائة فيعتبر اقل جودة ويحدد أيضا حسب الجغرافيا.
وأريد الإشارة هنا الى ان العديد من البلدان ستعرف ضررا كبيرا في اقتصادها جراء انخفاض أسعار النفط واذكر هنا المملكة العربية السعودية والتي يرتكز اقتصادها وصندوقها السيادي على انتاج النفط وكذلك دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة ونيجيريا وكذلك روسيا…
وفي بيان مشترك للمملكة العربية السعودية وروسيا، جاء في نقطتين جد مهمة وتتمثل النقطة الأولى في ان البلدان ملتزمتان بتخفيض الإنتاج وبالتالي تقليص المعروض في السوق وتصحيح السعر وخاصة في West Texas خفيف وثقيل والذي يعتبر مرجعية لسلة الاوبيك لان هذا يشكل ضررا كبيرا في حالة تواصل نزول سعر النفط بالنسبة للبلدان المنتجة وكذلك لمّح البلدان الى إمكانية التخفيض في الإنتاج مجددا لتعديل سعر سوق النفط لان اقتصاد هذه البلدان مربوط أساسا بسعر النفط وسمعنا مؤخرا ان بيان شركة أرامكو السعودية بيّن انها ستنتج 8.7 مليون برميل في اليوم حتى تتمكن من تزويد حرفاءها في العالم لأنه هناك حرفاء يتوجهون الى البورصة العالمية وهناك حرفاء يتعاملون مباشرة مع الشركات المنتجة بمعنى انه يوجد اليوم خلل بين العرض والطلب.
ولا اعتقد هنا ان أسعار النفط ستشهد تحسنا في الأيام القادمة لأنه وفي هذه اللحظة جميع المخازن ممتلئة بالنفط وهناك خلل في العرض والطلب تقوم وهي المرة الأولى لأنه عادة عندما يكون هناك خلل في العرض والطلب تقوم منظمة الاوبيك بتصحيح ذلك وهو ما شهدناه سنة 2000 مثلا عندما تم تعديل السوق ورأيناه في العديد من المرات ولكن بجائحة الكورونا يوجد امر جديد وهو الخلل في العرض والطلب والذي لم يشمل النفط فقط وانما جل الانتاجات تقريبا.
وبالنسبة للارتفاع المشطّ الذي عرفته المواد الأولية والأساسية، فانه امر طبيعي لان هذه الأسواق تخضع على العقود الآجلة وهي متأثرة بجائحة الكورونا لأنه في العالم يوجد اقبال اكثر على المواد الأساسية فالناس تستهلك في هذا الوقت الاكل وهو امر طبيعي واعتقد هنا انه اذا تواصل الامر الى ما هو عليه فسترتفع الأسعار اكثر يوجد خلل في العرض والطلب وهو ما استوجب العديد من التدخلات الحكومية في الولايات المتحدة الامريكية اذ شهدنا عمليات التسيير الكمي وشهدنا توازن سقوط الميزانية الذي ارتفع من 2 تريليون في شهر فيفري الى 6.3 تريليون اليوم… فكل هذا الخلل الذي نتج عن جائحة الكورونا خلل في العرض والطلب ويوجد مواد كانت رخيصة ستعرف ارتفاعا في السعر ويوجد مواد كانت مرتفعة الثمن سينخفض سعرها لان السلوك السوقي او سلوك المستهلك تغيّر وربما ستظل هذه الحالة لمدة اشهر او سنوات الى حد تجاوز هذه الازمة.
نقل الحوار : نجوى السايح