من المتوقع أن تحتدم المنافسة على منصب عمدة باريس بين ثلاث نساء مرشحات. وهن “آن هيدالغو” التي شارفت عهدتها الحالية على الانتهاء، و “انييس بوزان” وزيرة الصحة السابقة التي تسلمت بصفة طارئة مشعل بنجامان بريفو، مرشح حزب “الجمهورية إلى الأمام” الحاكم والذي انسحب من السباق الانتخابي في بداية شهر فيفري الماضي على خلفية فضيحة فيديو جنسي. فضلا عن “رشيدة داتي” وزيرة العدل السابقة خلال عهدة الرئيس نيكولا ساركوزي 2012/2007 والتي تشغل حاليا منصب عمدة الدائرة السابعة بباريس.
وإضافة إلى الأسماء الثلاثة، ستمتحن من جهة أخرى “دومنيك سيمونيه” شعبيتها لدى الباريسيين بعدما فشلت في تولي منصب رئيسة الدائرة العشرين لباريس خلال الانتخابات المحلية السابقة التي جرت في 2014.
وستترشح دومنيك سيمونيه عن حزب “فرنسا الأبية” (أقصى اليسار) أملا منها أن تحدث المفاجأة. لكن حظوظها تبدو ضئيلة للغاية وفق استطلاعات الرأي. هكذا ينحسر السباق “النسائي” أساسا بين الأسماء الكبرى الأولى التي تم ذكرها، هيدالغو وبوزان وداتي.
و من جهة أخرى يرى مراقبون للسياسة الداخلية الفرنسية أن الدورة الثانية ستكون صعبة بالنسبة “لرشيدة داتي” التي ربما ستحتاج في المرحلة الثانية (22 مارس) إلى أصوات ناخبي “أنييس بوزان” من أجل الفوز في الانتخابات البلدية بباريس.
والسؤال الذي يطرح نفسه فهل سنشهد تحالفا بين أنييس بوزان ورشيدة داتي بهدف إزاحة هيدالغو من اللعبة السياسية؟ رغم أن “رشيدة داتي” لم تستثن هذه الفكرة إلا أنها أكدت أنها ستصب جميع جهودها نحو الفوز بالدورة الأولى يوم (15 مارس).
إلى جانب ذلك، يعلق الحزب الحاكم آماله على “أنييس بوزان” علها تربك اللعبة السياسية وتقلب الموازين. وزيرة الصحة السابقة أعلنت في حوار مع صحيفة “20 دقيقة” الفرنسية أنها ستكون العمدة التي ستقترح الحلول لمشاكل باريس بفضل خبرتها ومسيرتها المهنية الغنية بالنجاح.
و في كل الحالات ومهما تعدد المرشحون واختلفت البرامج والأطياف السياسية، من الواضح أن عمدة بلدية باريس المقبل سيكون للعهدة الثانية على التوالي .. امرأة.
ولم تشهد فرنسا وعلى هذا المستوى السياسي قبل اليوم سباقا تنحصر فيه اللعبة بين النساء.. فيبدو أن خطاب “المساواة” بين الجنسين خصوصا في هذا المجال يسجل خطوة إضافية على أرض الواقع.