استضاف برنامج «L’Expert « في حلقته الخامسة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة « تونسنا « مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن اخر المستجدات في عالم المال والاعمال وعن التحديات الاقتصادية والمالية للحكومة القادمة وفيما يلي نص الحوار:
السيد عدنان بالحاج عمر: ناشط بالمجتمع المدني
اعتقد انه بالنسبة للأوضاع الحالية التي تعرفها البلاد، يوجد مقاربتي عمل أولا ان نبقى نتحدث عن الذي قام به السابقون وما يجب القيام به حاليا وارى انه ليس التمشي الصحيح لان الإصلاحات التي يجب القيام بها في تونس تقريبا كل المختصون متفقون عليها وأصبحوا تقريبا يتكلمون باللغة الخشبية كقول الإصلاحات الموجعة … وهنا أرى ان السياسي المصلح الحقيقي لا يقول ذلك ولكن هنا نحن بحاجة الى لمن يقوم بهذه الإصلاحات والوقوف امام الشخصيات التي عطلت مصالح البلاد سواء لحسابات شخصية او لعدم معرفة او لأغراض شعبوية…
وهنا أرى انه لابد من ان يتم إقامة عقد اجتماعي في تونس بين الأطراف المتداخلة في الحكومة فإذا كان رئيس الحكومة غدا غير متفاهم مع اتحاد الشغل والتفاهم هنا لا يعني الرضوخ وإنما يجب ان يكونا متناغمين ويسيرا في اتجاه واحد ويجب على الاتحاد ان يفهم الموضوع فغدا الأشخاص التي تقوم بالإضرابات والاضطرابات وتقوم بإدخال الأشخاص للمؤسسات العمومية وتثقل كاهلها فالخطوط الجوية التونسية ” تونيسار” مثلا بها 8000 عامل في حين ان 2500 عامل فقط كاف للعمل بها.
وحسب رأيي ، اعتقد ان اتحاد الشغل لم يجد من يحاوره وارى انه من الضروري الجلوس مع الاتحاد لا للتفاوض وإنما للخروج بنتائج في أقرب الآجال فالاتحاد يجب ان يفهم هنا ان “تونيسار” مثلا لابد من ان تفتح راس مالها للخواص ولابد من ان تكون هناك استراتيجية لذلك وخلق تمشي يعيد هيكلتها.
وينطبق هنا نفس الشيء على الشركة التونسية للكهرباء والغاز وهنا أتساءل لماذا لا تتم خوصصة انتاج الكهرباء؟ ونفهم هنا ان التوزيع سيذهب الى المواطن وفيه فاتورة وكلفة اجتماعية وأعباء على الفئات الشعبية… ولمن الانتاج لماذا لا تتم خوصصته؟ اذ لابد هنا ان تتم خوصصته وعلى الاتحاد ان يفهم ذلك.
ولذلك نحن بحاجة الى رئيس حكومة لديه الحزم والإرادة للعمل ويقوم بجلب الأشخاص الاكفاء ويشهد الشعب والرأي العام ويخاطب ويتواصل مع المواطن وعلى رئيس الحكومة هنا اخذ مشاكل البلاد ومعالجتها دون خوف لا من لوبيات ولا من نقابات بل يجب ان يكون على الميدان.
وهنا اريد استحضار كلمة السيد الياس الفخفاخ عندما تحدث عن القروض الجيدة والتي هي فكرة مطروحة الان فمنظومة البنك العالمي وفروعه وبقية البنوك متعددة الأطراف تقدم قروضا على أساس مشاريع وهذا الذي يجب ان تتجه نحوه تونس لذلك يجب الموازنة على القروض المخصصة للمشاريع وهذا هو الامر الهام في الموضوع وثانيا أرى انه يجب ان نكون براغماتيين لان الوقت ضغط علينا لذلك يجب ان نبدأ حالا الاشتغال لان الاجتماعات ستكون في شهر افريل والبرنامج او خريطة الطريق يجب ان تكون جاهزة بمعنى ان تكون لديه رؤية عامة والتي لا يمكن ان تكون إلا منبثقة عن تقييم عام وهنا وللتذكير لابد من مراجعة منوال التنمية في تونس ولكن يجب ان تسير كل هذه الأمور جنبا لى جنب وفي نفس الوقت حتى نستطيع التقدم الى الامام.
وهنا اريد العودة الى الحملات الانتخابية فقد تابعت كل برامج المترشحين الجديين للرئاسة ومن ضمنها برنامج السيد الياس الفخفاخ والذي كانت لديه رؤية واضحة ولذلك أتمنى ان يتبع ذلك الإرادة والقدرة على الفعل وهنا لا اعتقد ان تختبل عنه السبل وإنما أتصور ان لديه نقطة بداية ويعرف اين سيتجه ولكن يجب ان يذهب في ذلك الاتجاه ويفتح الأبواب وينزع العراقيل الموجودة.
وفي هذا الإطار، أرى ان الفنيين لا يمكن ان يكونوا على رأس الوزارات التي ستقوم بإصلاحات بل يجب ان يكونوا سياسيين لان الفني لا يستطيع اخذ مسؤولية اصلاح كبير ويتقدم به بل ان يكونوا سياسيين اراديين فاهمين للموضوع سياسيا وقادرين على تعبئة الطاقات حتى يمكنها التمشي في هذا الاتجاه.
واختم هنا، انه لابد لنا من التقدم الى الامام فقد أعطت الفرصة للجميع لتكوين حكومة ولم تنجح العملية واليوم وحسب الدستور السيد الياس الفخفاخ هو رئيس الحكومة وهنا نحن امام امرين اما ان نبقى نعطّل المصالح ونوقف العمل او ان نحاول معه النهوض بالبلاد وحسب اعماله نحاسبه.