« أنا أفكّر إذن أنا موجود » ولكنّ إلى متى سيبقى الإنسان يحارب فقط ليضمن البقاء والإستمراريّة على الأرض دون أي تغيير؟ إلى متى سنبقى نحن كذوات نرضخ و نستسلم ونخضع خوفا من وضع الإصبع على مواطن الدّاء؟ وإلى متى سنطرح الأسئلة الوجوديّة ونرفض الواقع ولكن بين جدران غرفنا فقط دون أن تعلوا أصواتنا لتصل إلى ما لا نهاية؟ ودون أن يكسّر رفضنا الواقع وتغادر مواقفنا صدورنا؟ نحن اليوم أمام تجربة جديدة يخوضها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 18سنة، يؤسسون الكوجيتو الجديد الّذي لم يتجرأ أحد على الإيمان به وحمله كشعار ومبدأ « نحن نفكّر إذن نحن نغيّر ».. حرّي بنا أن نفتح أعيننا الآن و نمدّ أيادينا حالا لشباب الكرم الغربي الّذين يخرجون عن صمتهم و يفتحون صدورهم للإنفجار الجديد على كلّ ماهو مسكوت عنه، ليثتوا لأنفسهم أولا و لنا ثانيا أنّ كل إنسان قادر على فتح ذلك الصّندوق المغلق داخله دون أن ينتظر الأبطال الخارقين ليفعلوا ذلك.. في إطار مشروع « طريّح ذكاء » حاول هؤلاء الشبّان الغوص في عمق المقاربات السسيولوجيّة والبسيكولوجيّة التي طالما كانت باالنسبة لنا أمرا صعبا لا يحق الحديث أو التفكير فيه لأننا ببساطة لا نعلم.. في إطار هذا المشروع الذي تحتضنه جمعيّة مبدعون و بتأطير من أمين الحسيني المسؤول عن برنامج الإيقاظ الإجتماعي والمواطنة في مشروع طريح ذكاء حاولوا معا فهم المشاكل الحياتيّة التي يعيشها شباب جهة الكرم الغربي مثل العنف و الإدمان والعنصريّة وتفكيكها و فكّ رموزها وفهمها بطريقة علميّة لتسهيل تجاوزها أولا أو تفاديها ثانيا. وهنا تجدر الإشارة أن الإنسان هو المسؤول الأوّل على ولادة مشاكله و هو الوحيد القادر على تجاوزها إذا عمل على تطوير ملكات النقد الذّاتي و الموضوعي وإرادة التغير و خاصة الإيمان بحقوقه وحقوق الإنسان عامّة. اليوم هؤلاء الشباب الذين عانوا من العنصريّة مثلا يسافرون من حضيض المجتمع الذي طالما صنّفهم كإنسان ناقص و زرع فيهم عقدة النّقص المزيّفة إلى قمّة الرضا و الشموخ يقول ناصر مثلا « اليوم ماعادش نغزرلهم من منطق أعداء بقدر مانغزلرلهم ضحايا أنفسهم ». طريّح ذكاء هو فكرة أمل جديدة لا نسطيع إلا مساندتها و الأكثر من هذا هو التعلّم منها لنتصالح مع ذواتنا نحن الذين طالما رفضنا الحقيقة وزيّفنا الواقع بشعاراتنا الكاذبة. طريّح ذكاء هو الفرصة لتكسير الحواجز بين الشباب والعلوم الإنسانيّة التي كانت و مازالت حكرا على « نخبة » وانضبطت لمعايير لا نعلم من وضعها.. نحن اليوم يمكن لنا الحديث ومناقشة جميع المواضيع اليومية و المشاكل التي نتعرض لها دون أن نحتسي القهوة أو نملك مكتبة في المنزل لأنها نابعة بالأساس من داخلنا نحن و لكّن الجبن والخوف هو عدوّنا.. ندعوكم إلى لقاء هؤلاء الشبّان الذين حتما سنتعلّم منهم أن الحياة قضيّة والشعارات لا تخدم هذه القضيّة بقدر تطبيقها على أرض الواقع.. يوم السّبت 1 فيفري 17 مساءً في المقهى الثقافي » ليبر تي » … تلتقون هؤلاء الشباب لنتقاسم معهم الحلم الجديد.
بقلم : نهال الرميلي