بهذه الفترة ختم البيان التأسيسي لإتحاد عمال تونس في غرة ماي 2011 و على هذا المبدأ شرع في تكوين هياكله الوطنية و الجهوية و المحلية معتمدا على نضالات رجالاته و نسائه .
موطّدا إرادته على المواطنة الشاملة و المساواة التامة و التآزر الأخوي خدمة للوطن و للشعب منحازا بصفة كلية إلى الاستقلالية التامة و عدم الانتماء إلى أي حزب أو تنظيم متباعدا عن الولاءات إلا للشعب و الوطن و خاصة الفئات الشغيلة المنخرطة صلب التنظيم قارين كانوا أو متعاقدين أو متقاعدين كلّهم تحت رعاية تنظيمهم الذي يسهر على شواغلهم في أي موقع و أي مكان و كان في كل ذلك يسعى جادا إلى بناء مرحلة جديدة في مسار الحركة النقابية وطنيا و دوليا و العمل على اشعاعها و ابرازها في كل العالم العربي و هذا ثبت بما لا يدعو مجالا للشك يوم المؤتمر العام الذي حضرته نقابات عربية كثيرة .
قوّة الاتحاد :
دقة التنظيم
تكمن قوة إتحاد عمال تونس في دقة تنظيمه الإداري و احترام المواقيت و التفرّغ الكلي لمصالح المنخرطين و الدفاع عنهم بكل جدية و رصانة و التوجه الصحيح لهياكله و نقاباته و الابتعاد كليا على الخوض في السياسة مع مراقبته اليقظة و الدائمة لكل الأحداث و تحليلها زيادة على كونه قد رسخ في أذهان منخرطيه بكل فئاتهم أن الوطن للجميع و العدالة للجميع و الحرية سيدة الجميع و العيش الكريم حق الجميع و هي لا تكسب بالصراعات و الإظرابات بل بالعمل الجاد و الوطنية الصادقة و إن المساوات بين الرجل و المرأة و التآخي الوطني هي إحدى أسس البناء الوطني السليم
كفاءة الآداء
مع أن الهيكلة تجدها في الدولة و تجدها في الحزب و تجدها في الإدارة عامة و هي ليست خاصية محدودة التواجد و لكن أن تجد تنظيمها عماليا طوّر هذه الهيكلة إلى خلايا مترابطة و متواصلة مع بعضها رغم تباعدها المكاني و توافقها الكبير و انسجامها الكامل بدأ من السيد الأمين العام إلى أبعد عامل منخرط في أقصى هيكل نقابي فهذا هو الترابط الحق و التواصل المتين زيادة على النشاط الدائم و القائم على الإستطلاعات و الزيادات الميدانية المتواصلة و الدراسة الحينية لكل طارئ أو عائق و الوصول و التبليغ عن كل حدث مهما كانت قيمته و مهما كان سببه فترى القيادة العامة و المساعدة و الجهوية تقف للتصدي و لحل الإشكال بهدوء و رصانة حتى تكاد تشعر أن الحدث لم يقع و أن الوضع سليم و عادي كل ذلك يمر عبر قنوات التفاهم و التوافق الذي تحسبه الملاحظ أنه يرتبط بحزم ديكتاتوري و لكن الحقيقة كل الحقيقة إنها ديمقراطية العمل و الواجب و التفاهم التام و لا نقول إلا أنها كفاءة الدراية و نظام التسيير.
المتابعة الدائمة
لا يتردد أحد و لا يتلعثم في الإتحاد سوى قيادة مركزية أو جهوية أو محلية في الإجابة عن كل أمر أو كل حدث يخص الشأن العام و الخاص لمنخرطي التنظيم حتى لتحتار كيف لهذا الشخص علم بشأن رفيقه في الإتحاد و نسأله هل هذا في دائرة إختصاصك ؟ و يرد عليك بابتسامة:
« لا إن هذا من شأن غيري و لكن مطلع على كل ما يحدث فيما يخص اتحاد عمال تونس و ذلك بفضل تفرغنا الكامل لخدمة منخرطينا و شعبنا و ليس لدينا هموما سياسية تلهينا عن واجبا فترانا نتواصل مع بعضنا و نخبر بعضنا بالأحداث و أنا مثلا ليس لي انتماء سياسي و كل مانراه على الساحة من تفاعل و صراع أراقبه و لا أتدخل فيه و أفضل أن أنتبه لمشاغل منخرطي الإتحاد و إيجاد الحلول و الدفاع عنهم من أن أكون مهتما بالاتجاه السياسي أو الانتماء الحزبي فكل عالمي اتحادي و كل أحبابي منخرطوه و الطبقة الشغيلة عامة نحن متابعتنا الدائمة أصبحت حياتنا اليومية . و إن عملا واحدا يتعطل مساره العملي يخصنا شأنه كله و نقف صفا واحدا للدفاع عنه .و إن عاطلا واحدا يتوفر له موطن شغل أفضل عندنا من كل كراسي السلطة .
ارتياح المنخرطين
ثبت لدي و لكل متابع لإتحاد عمال تونس و كيف تطوّر و كبر و اتسعت مناطق إشعاعه حتى أصبح متواجدا في كل بقعة على الأرض التونسية و في كل موطن عمل إن السر في كل ذلك هو ارتياح المنخرطين الذي انضموا إليه و وضعوا ثقتهم فيه و تابعوه فإذا هم أمام تنظيما عماليا حازم الفعل هادئ العمل رصين التفكير يعمل في جد و حزم لصالحهم و يسهر على شؤونهم و يدافع عن حقوقهم بكل ثقة و تفاني ترى منخرطيه مرتاحون و يحدثونك أنهم يتقابلون مع كل قيادات الإتحاد يصافحونهم و يتبادلون معهم الرأي إذ نحن وضعنا ثقتنا في منظمتنا و ارتحنا إليها و صدقنا و صادقنا و بايعنا قياداتنا و وثقنا في كل عملها و نحن مستعدون أن نقف معها في كل ما تطلبه منا و مازلنا نتطلع لاخوتنا العاطلين علّ اتحادنا يجد لهم مخرجا من البطالة و نحن نحن كما علمنا من اتحادنا أنه يسهر على حقوقنا يعمل من أجل العاطلين و يسعى لخلق مواطن الشغل لهم نحن مرتاحون و راضون متفقون مع اتحادنا واثقون في نضاله.
الخاتمة
إذا كانت الأمانة العامة حازمة في حق منخرطيها عازمة أن تكافح و تناظل من أجل حقوقهم و إذا كانت القيادات المساعدة تناضل و تكافح متفقة مع أمانتها العامة منسجمة معها متفاعلة مع قرارتها و إذا كانت الهياكل الجهوية و المحلية تعمل متفانية في صالح المنخرطين و إذا كان المنخرطون مرتاحين واثقين في اتحادهم و أمانتهم العامة و المساعدة أكيد أكيد وجب النجاح .
رفيق المختار