أعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما
انطلقت فعليات مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة في دورته السادسة و الثلاثون منذ السابع و العشرين من شهر أوت المنصرم لتتواصل إلى غاية الخامس من الشهر الحالي. دورة جديدة احتد فيها التنافس بين المشاركين فكان الإبداع سيد الموقف.
كان الجمهور على موعد في سهرة الاثنين 2 سبتمبر مع عرض مسرحية البخارة من إنتاج جمعية النضال المسرحي من تونس من إخراج أمال ألخياري و تمثيل كل من صابر الخميسي (في دور المختول) و هاجر الفهري في دور (م) و رضوان عيساوي في دور (هو).
العمل و هو من فئة مسرح الواقع مثل مواجهة مباشرة لواقع مرير و كشف الصراعات و الانخرمات التي تعان منها الأسرة التونسية في صمت. زوجة الاب في دور (م) هي سبب المشاكل . هي شخصية مضطربة كان ضحية زوج والدتها الذي اغتصبها لتجد نفسها على هامش المجتمع و لكن شائة الأقدار ان تتعرف إلى أب أسرة و من ثم كانت سببا في انتحار زوجته و هروبه من المنزل. راحل تاركا ورائه ابنيه مع عشيقته. أما الابن الأول فقد أصيب بمرض الأعصاب و بتشوهات خلقية جراء ما حل بأسرته أما الابن الثاني فقد تحول إلى مدمن مخدرات. الكل يتهم زوجة الأب بأنها السبب في دمار العائلة من خلال الأسحار و الشعوذة في حين تصر هي على أنها بريئة.
العمل كشف لأعماق الذات و تناقضاتها و ذلك بطريقة مرحة و شكل فرجوي يدغدغ عقل و ووجدان المتلقي حتى تتحقق المتعة الفنية و الإقناع الفكري.
و على هامش المهرجان فقد، كشف سليم قربع رئيس لبمهرجان أن الدورة الحالية والسابقة لمهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة تحصلتا على 22 ألف دينار من قبل وزارة الثقافة منها 10الف دينار منحة استثنائية (قدمت للمهرجان منذ الدورة السابقة) فيما تصل تكلفة المهرجان الإجمالية إلى 35 ألف دينار وأحيانا أكثر بسبب التزامات التظاهرة ومنها إقامة ضيوف (15 ألف دينار).
فيما صرح سليم خليفة نائب أمين المال المساعد ان ولاية نابل قد تخلفت عن مد المهرجان بالمساعدة المالية المعتادة معزية ذلك الى عدم وصول المطلب و هو امر غريب علما بان المعتمد اكد ان المطلب قد وقع تسليمه للسلط المعنية.
و يعتبر مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة من أعرق المهرجانات المحلية في مجال المسرح حيث تاسس سنة 1964 ومن المنتظر أن تكون برمجة خمسينيته ثرية ومتنوعة على المستوى الفني والاحتفالي في السنة القادمة فيما رفع في هذه الدورة شعار»أكون أو لا أكون»
أبو مريم