توفي فلان إثر إصابة بأزمة قلبية ، خبر عادي قد نصطدم به أحيانا و نحن غارقون متاهة الحياة اليومية ، قد يحرك الخبر فينا أحاسيس تتفاوت درجة حدتها حسب قرابة الشخص المعني ، لكن عندما يكون هذا المعني شخصية عامة أو ذات شعبية فهذا من شأنه أن يحرك ردة فعل على نطاق أوسع ، موت طبيعي او إغتيال ؟ عرفت تونس ما بعد 14 الصنفين ، محمد حرمل و شكري بلعيد مثالا ، لكن فجأة حدث شيء غريب لفت الإنتباه ليبدأ عرض من نوع جديد ، نبأ وفات “عبد الفتاح عمر” رئيس هيئة تقصي الحقائق إثر نوبة قلبية ، موت طبيعي او إغتيال ؟ كان من الممكن نسيان الحادثة لولا صدمنا بخبر مماثل ذات صباح شتاء لنفقد أحد رموز الثورة “طارق مكي” ليعود السؤال اللغز/المشؤوم : موت طبيعي او إغتيال ؟ تتتالى الأحداث ، إغتيال “بلعيد” ، تدخل الساحة السياسية منعرجا بدا و كأنه حاسم و خطير ، في غمرة هذا الحراك الغريب يطالعنا الخبر اللغز ، فقد المحامي المناضل “فوزي بن مراد” إثر النوبة القلبية المشؤومة ، موت طبيعي او إغتيال ؟ اليوم تحديدا و بالذات نعود لنفس السؤال بعد أن أفقنا على خبر مماثل في سلسلة العرض المشؤومة ، الخبر كما ورد ، توفي “محمد علوش” النائب بالمجلس الوطني التأسيسي إثر تعرضه لنوبة قلبية مع العلم و أنه يشغل أيضا خطة المقرر المساعد الثاني في لجنة الطاقة والقطاعات الإنتاجية و قد كان مدافعا شرسا على تعديل الفصل 12 من الدستور الخاص بصفقات و عقود الثروات و إضافة عبارة “و تُنشر وجوبا .
هل ماتوا طبيعيا أو تمت تصفيتهم ؟ طبيعة وظيفتهم أو ما يمثلونه دوافعنا حول طرح التساؤلات ، “عبد الفتاح عمر” بحكم إشرافه على تقصي الحقائق قد يكون توصل إلى معلومات مهمة تورط رجال أعمال و مسؤولين كبار في الدولة ، “طارق مكي” كان متابعا من طرف عدد ليس بالهين من شباب الثورة و رواد العالم الإفتراضي المشدودين بإنتباه مثير لما يطرحه أو يكشفه من مؤامرات و تحالفات داخلية و خارجية قد تزعج لوبيات و دول ، “فوزي بن مراد” محامي عائلة “بلعيد” كان ينوي عقد ندوة صحفية لمح قبلها بكشف معلومات قيمة حول إغتيال “شكري بلعيد” ، و اليوم ، موضوع مقالنا ، النائب “محمد علوش” رحمه الله ، أحد أشد المتبنين لقضية جلاء ثرواتنا الطبيعية المنهوبة منذ عقود و بحكم إشرافه على لجنة الطاقة والقطاعات الإنتاجية ألا يطرح كل هذا تساؤلات مشروعة ؟ موت طبيعي أو إغتيال ؟ سؤال أهم : هل تسيطر أجهزتنا الأمنية على الوضع في البلاد ؟ شخصيات أغتيلت أمام أعيننا و أخرى حاولوا إغتيالها و هي بطاقة صفراء تكون بعدها الحمراء ك” منجي الرحوي” و “مراد العمدوني”و “ماهر زيد” و أخرى قالوا لنا إنتهى أجلها “من عند ربي” و لا إعتراض على قضاء الله ، لكن آليس من الواجب علينا الإعتراض على أجندات الإحتلال الإقتصادي من قبل دول غاصبة و شركات نهب ثروات الشعوب
سؤال آخير : من على قائمة الانتظار؟
رياض الكعبي
(بابا سنفور)