جريدة الخبير

مواويل عربية

سوريا القلعة الأولى أم الجدار الأخير ؟

 

Image 6

في البداية أسأل سؤالا بريئا لا تحتمل ذرة خبث

هل الغرب قدم الأنسانية جمعاء ما يدل على انسانيته و خدمته للشعوب ؟

و هل الغرب الذي دمّر حضارات برمتها انقلب فجأة إلى باني حضرات انسانية أساسها الاخلاء و عنوانها النيّة الصادقة ؟

الجواب : بكل حزن لا

و من غير أن ننظر في التاريخ فلسنا من أهله و لكن سننظر في أحداث واضحة و ثابتة أليس الغرب هو الذي دمّر حضارات بأكملها بداية من الغرب نفسه إلى أقصى الشرق و أقصى الغرب و لنا في الهنود الحمر الذين أبيدوا بكل بشاعة و قتل الغرب سبعين مليونا منهم و حدّد لبقية صغيرة منهم معتقلات و مقاطعات مغلقة يحاصرهم فيها إلى الآن

أليس الغرب هو الذي دمّر هيروشيما و نكازاكي بقنابله الذريّة و الحال أن اليابان انهزمت أنذاك و لم يعد الغرب في حاجة إلى تدميره و أنه يريد أن يحتفل بنصره على حساب الشعب الياباني و جيشه المهزوم ؟

ثم بعد أليس هو أول من صنع السلاح الجرثومي و الكيمياوي و أول من أستعمله و فتك بالناس في الغرب نفسه ؟

و فجأة استفاق ضميره و انتبه إلى انسانيته و راح يزعق الكيمياوي ممنوع و مستعملوه مجرمون و ليس في الأرض عنده إلا سوريا بعد العراق و الحال أن هذا السلاح منتشر عند كل الدول الغرب و الشرق فلا يتحدثون عليه.

أما سوريا فهي أمر آخر ليست لأنها تملك هذا السلاح و لا لأنها متهمة باستعماله لا بكل تأكيد كل الأمر لأنها القلعة الأولى التي بقيت تقاوم و تناضل و تمانع و لأنها الجدار الأخير الذي إذا سقط سقطت كل هذه الأمة و تهيأت للخضوع النهائي للغرب و لحظتها سيكون الغرب مرتاحا و تحت يديه كل العرب و كل ما يملك العرب و ستكون اسرائيل سيّدة الجميع تتمدّد حيث يأمرها « التلمود « و تسقط المسجد الأقصى و تهدمه و تبني هيكلها العظيم بغير امتناع و لا مقاومة و ستأمر جميع العرب بتطبيق أوامرها و منها و أخطرها تجزأة هذه البلدان و تفتيت شعوبها حسب أصولها و معتقداتها بعد أن ثبت علميا أن العرب لا يمكن أن يعيشوا في تجمعات ديمغرافية كبيرة في ظل دولة موحّدة و لا يمكن لأي مقاطعة عربية أن يتجاوز عدد سكانها خمسة ملايين و ثبت إقتصاديا أن تتصرف هذه المقاطعات في ثروتها لأنها لا تقدر على استثماره بعقلانية و على اسرائيل أن تضع يدها على هذه الثروات كل هذا هو مخطط الغرب و الذي عزموا على تنفيذه و كل هذا لا يتم إلا باسقاط الجدار  الأخير و هو سوريا الممانعة بعد اسقاط العراق العصي و ليبيا المشاكسة .

إذا فليفرح العرب بعرسهم القادم كل العرب مع احترامي للذي شنق و للذي عذب و سحل و دفن في البراري و الذي مازال يقاوم بثبات في دمشق.

سوريا فقدت أنيابها المرعبة و خسرت ذراعها الطويل و الفصل السابع قادم.

فليفرح العرب بضياع سوريا و سقوط الجدار الأخير و ليرقص بندر و ليصفق الحمدان و كل العملاء الخونة بمن فيهم من وضعناهم على رؤوسنا في بلدنا الذين ساهموا بنشاط كبير في اسقاط الجدار.

سوريا بفقدانها لأنياب التوازن العسكري و بقطع ذراع التكافؤ المرعب قطعت شوطا كبيرا نحو الضعف و الخضوع و المملكة الوهابية أوغلت في الخيانة و العمالة و الغرب انتصر انتصارا كبيرا و اسرائيل شرعت في تنفيذ مخططها في انشائها الوطن اليهودي الكبير.

و العرب، العرب وضعوا في مكانهم الصحيح و حوصروا في مربّع التلاشي صنفهم الغرب تصنيفه ذي الوحشية المعقلنة « العرب لا شيء لاشيء لأنهم تحت كل الأشياء».

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *