جرت العادة اثر لقاء مسؤولي الدولة مع السيد رئيس الجمهورية من وزراء آو رؤساء أحزاب إلقاء تصريح للصحافة حول فحوى المقابلة و النقاش. لكن كل ما نشاهده و نستمع له من هؤلاء السادة ما هو إلا كلام فارغ لا معنى له بخلاف كلمة تشرفت بمقابلة سيادة رئيس الجمهورية ثم.. ينقطع الإرسال… لا تعمق في ما دار بينهما حتى بالتلميح وكأنها أسرار أمن دولة .
فما ضر لو تحدثوا بلغة سهلة ووضحوا ما دار بينهم و بين رئيس الجمهورية و تركوا اللغة الخشبية جانبا؟ و كأنهم يضحكون على الذقون و يستبلهون الشعب التونسي. ماذا سيصير لو صرحوا بأنهم تحدثوا في الموضوع كذا.. و اختلفوا في كذا و اتفقوا على كذا؟ … فهل هذا من شأنه أن يمثل خطرا على الأمن القومي أم هي من الأسرار الخطيرة جدا؟… ما فائدة التصاريح و الكلام الفارغ الذي لا منفعة منه و لا جدوى ؟ ماذا استفاد المواطن التونسي من تشرفت و تحدثت و التقيت وما زاد عن ذلك يبقى في مجال الغيب و التخمين فهل نعتبر خطاباتهم من باب امتحان للمواطن التونسي في كشف طلاسم المقابلة و الكشف عن محتواها باستعمال التنجيم و الاستعانة بالسحرة والفلكيين؟…
عجيب غريب أمر ساسة بلدنا حتى في خطاباتهم يتقشفون و يتملقون و يجانبون الحقيقة و الكلام الفصيح … رجاءا انزلوا من برجكم العاجي و خاطبونا بما نفهم و كفانا ضحكا على الذقون … فأنتم تشرفتم بمقابلة سيادة رئيس الجمهورية و نحن فهمنا انكم لا تفقهون ولا تعون أننا فهمناكم نعم ….فهمتكم
سامي غابة
