جريدة الخبير

فرصة أخيرة لإنقاذ المتوسط

443515_124423

إذا كان العالم يعد أنفاسه اليوم لترتيب محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، والفاعلون والقادة وأصحاب العقول البيئية الرشيدة يتداعون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية تغير المناخ بدورته الحادية والعشرين بباريس آخر الشهر الجاري ومطلع ديسمبر، فإن حال حوض المتوسط  يستدعي قلقا مضاعفا ويسبب حيرة مضاعفة لقلة سبل الفضاء المغلق في ايجاد البدائل والمنافذ لتفادي الضغوط والتهديدات والمخاطر البيئية المتنامية.

في هذا السياق تركزت الشراكة المتوسطية على الأنشطة ذات الأولوية التي تحددها الدول الموقعة على اتفاقية حماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية للبحر المتوسط ضمن اتفاقية برشلونة والتي تهدف للحد من التلوث البحري الناتج عن مصادر برية وحماية التنوع البيولوجي والموارد الحية ومآلها.

وقد جاءت الشراكة المتوسطية، ضمن خطة العمل للمتوسط، وضمن اتفاق برشلونة، وفق ما بحثته نخب شركائه وفاعليه بندوة ختام المشروع، لتعلن بروز بوارق أمل  في تثمين ما أنجز على امتداد المشروع الذي شمل معظم البلدان المتوسطية، وشارك فيه خبراء وهياكل ومؤسسات ومنظمات وخبراء، من أجل إحداث حركية شراكة فعلية قصد دفع مسار الواقع البيئي بحوض المتوسط وخاصة مناطقه الساحلية بعيدا عن الخطر الداهم والقدر المحتوم المياه وتقوية القدرات وتيسير اندراج البلدان المتوسطية مع عرض نماذج من مخرجات المشاريع الفرعية المنجزة في مجالات اعتماد بروتوكولات رسمها  المشروع لتحسين الظروف البيئية من حيث التلوث والنقاط الساخنة في التنوع البيولوجي وغيرها من المجالات ذات الأولوية التي تعاني من وطأة التلوث، والتشجيع على استخدام مستدام  للموارد البحرية والساحلية من خلال نهج متكامل، والحد من التلوث من المصادر البرية وتعزيز حماة المواءل والأنواع المعرضة للخطر، مع ادخال اعتبارات المناخ في التخطيط الوطني البحري والساحلي.

وقد جاءت ورشة التعاون بين برلمانيي وإعلاميي المتوسط في مجال حماية البيئة لتؤكد على أهمية مساهمة قوى المجتمع المدني وتجند الاتصاليين من أجل رفع المظلمة وإزالة المضرة التي تستنزف المتوسط وتلوح بفناء أجيال ضفتيه الحاضرة والقادمة

نعم نستطيع، بهذه الكلمة انطلق منشط الجلسة الأولى وحق له، فالحصيلة التي عرضت بعد سنوات من مشروع الشراكة المتوسطية بشهادة عشرات المتدخلين من الخبراء والمنسقين ورؤساء المشاريع، مبشرة، ولكنها ليست كافية ولا نهائية,

والمطلوب هو احتشاد جل الفاعلين وأكبر قدر من المواطنين صوب مسالك نافذة إلى قدر أكبر من إدراك المشاكل ووعي ضرورات التحرك الفوري المتناسق صوب تكييف الأنشطة والسلوكات اليومية والسياسات مع متطلبات بقاء المنظومات الساحلية والمتوسطية ومواردها الهشة,

وللإعلام والاتصال وللمشرعين في ذلك كلمة ورسالة

لذلك توجب تحرك الجميع بتناغم وحماس ووفق خطط واعية ومدققة نحو وجهات اقترحتها توصيات المشروع في مختلف روافده ومراحله

هل يعي التمتوسطيون ويعدلون فعلهم اللا فردي ونمط تدبيرهم وعيشهم وفق مستلزمات البقاء

سؤال حيوي ومصيري، على العقلاء، ومنهم الاتصاليون والجمعياتيون والمشرعون، توفير إجابات مقنعة عنه، بالفعل، قبل فوات الأوان

سليمان بن يوسف الأمين

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *