جريدة الخبير

سيناريوهات ما بعد خروج القروي من السجن

بعد أن قرر الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بتونس، استئناف قرار قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي، القاضي بالإفراج عن نبيل القروي شرط كفالة مالية قيمتها 10 ملايين دينار، فإنه من المنتظر أن يتم تأمين هذا المبلغ المالي الضخم من قبل السيد “نبيل القروي” حتى يتمكن أخيرا و بعد طول انتظار من مغادرة السجن.
و في هذا السياق نتساءل و إياكم عن ما ستغدو عليه الساحة السياسية التونسية بعد أن يعود إليها نبيل القروي، و كيف ستكون شخصية القروي بعد قضاء مدة ليست بالقصيرة في غياهب السجن؟

فهل سيلتحم القروي بالنهضة من جديد؟
طوال الفترة التي قضاها القروي سجينا، كانت للشيخ راشد الغنوشي العديد من اللقاءات التلفزيونية سواء على أرض الوطن أو خارجه.. و كان الشيخ في كل مناسبة لا ينفك يدافع عن القروي، مشيرا و مؤكدا بأنه بريء من كل ما نسب إليه، و أن خروجه من السجن مسألة وقت لا غير… في الظاهر يبدو لنا الشيخ مدافعا شرسا عن صديقه القروي، و لكن في الباطن يرى كثيرون أن مثل هذه التصريحات القصد منها مزيد إغراق القروي، من خلال تأليب الرأي العام ضده، و الضغط على القضاء ليكون أكثر حذرا و حزما في تعامله مع هذه القضية الشائكة.

هل سيتخلى القروي عن السياسة التي أودت به إلى السجن؟
يبدو هذا الأمر مستبعدا جدا، فالشخصية الحازمة التي تملك حزبا قويا جدا، و القادرة على الوصول إلى الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية، سيكون صعبا عليها ترك عالم السياسة، و يبقى هذا الرأي مجرد تخمين، فإما يعود القروي بقوة و إما يأخذ فترة استراحة و إما يتخلى تماما عن السياسة…

ماذا سيكون موقفه تجاه قيس سعيد؟
القروي و سعيد شخصيتان جمعت بينهما المنافسة، و لا تزال هذه المنافسة قائمة إلى حد هذه اللحظة، ذلك أن الخاسر في الإنتخابات تبوأ منصب المعارضة، ليكون بذلك متدخلا في كل جديد صادر عن الدولة، و له في كل هذا رأي و موافقة و اعتراض.

في إنتظار الإفراج عن القروي، تبقى كل التكهنات ممكنة. و الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن كل هذه التساؤلات.

بلال بوعلِي

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *