جريدة الخبير

تدخل الشرطة: دروع بشرية بين المتخاصمين ونموذج للتعامل الجمهوري

في حدث يُحسب لقوات الأمن التونسية، تمكنت الشرطة من التعامل مع حالة شغب وفوضى بين جماعتين متخاصمتين بطريقة لافتة للنظر، حيث لم تكن قوات الأمن مجرد عنصر تفريق بين المتشاجرين، بل تحولت إلى “دروع بشرية” تفصل بين الطرفين. هذا التدخل، الذي استمر لمدة 15 دقيقة فقط، يُعد نموذجًا للتعامل الجمهوري الذي يجمع بين الحفاظ على الأمن وحماية المواطنين. في هذا اليوم، كانت قوات الأمن حاضرة بقوة، لكنها لم تكتفِ بدور المراقب أو المُفرق التقليدي. بل قامت بتشكيل خط دفاعي بشري بين المتخاصمين، مما منع تصاعد العنف وحافظ على سلامة الجميع. هذا الأسلوب في التعامل يُظهر مستوى عاليًا من الاحترافية والانضباط، حيث تجنبت قوات الأمن استخدام القوة المفرطة أو القنابل المسيلة للدموع، والتي غالبًا ما تكون الخيار الأول في مثل هذه الحالات. ومع ذلك، فإن هذا النجاح الأمني لا يعني أن الأمر قد انتهى. فقد أكدت الجهات المعنية على ضرورة ملاحقة المتسببين في هذا الشغب ومعاقبتهم بشكل حازم. فالعابثون الذين يخلقون الفوضى لا يضرون فقط بسمعة الأندية الرياضية أو المناسبات العامة، بل يلحقون ضررًا كبيرًا بسمعة الرياضة التونسية ككل. لذلك، يجب أن تكون هناك إجراءات صارمة ضد كل من يسعى إلى تخريب المناسبات أو تحويلها إلى ساحات للعنف والفوضى. هذا التدخل الأمني الناجح يذكرنا بأهمية التعامل المهني والحضاري في إدارة الأزمات، ويؤكد أن القوة ليست دائمًا الحل الأمثل. بل إن الحكمة والانضباط هما ما يمكن أن يحققا الأمن والاستقرار دون المساس بحقوق الأفراد. إنها رسالة قوية لكل من يحاول العبث بأمن البلاد أو الإضرار بمؤسساتها، بأن القانون سيُطبق بيد من حديد، ولكن بطرق تحترم الإنسان وتضمن حقوقه. في النهاية، يجب أن نثمن هذا النهج الجمهوري الذي اتبعته قوات الأمن، ونأمل أن يكون هذا النموذج هو السائد في كل التعاملات المستقبلية، حفاظًا على أمن المجتمع وسلامة أفراده.

ايمان مهني

index