جريدة الخبير

تحيا تونس…أم يحيا الحزب؟

كلنا نتذكر بدايات حزب تحيا تونس إذ أسس 34 نائبا بمجلس نواب الشعب في 14 اوت 2018 كتلة برلمانية جديدة باسم الائتلاف الوطني و قررت الكتلة دعم يوسف الشاهد دون تكوين حزب سياسي تنتمي إليه …و ضمت الكتلة نوابا مستقلون و مستقيلون من كتل أخرى على غرار حركة مشروع تونس نداء تونس و الوطني الحر. بعدها تحصل الحزب على التأشيرة القانونية في 4 مارس 2019 و كان التأسيس يوم 27 افريل في نفس السنة . وكان تاريخ توقيع اتفاق اندماج حزب المبادرة الذي يترأسه كمال مرجان في 24 ماي تمّ بمقتضاه تعيين كمال مرجان رئيسا للمجلس الوطني لحزب تحيا تونس

كل ما ذكرناه من تواريخ فارقة في حياة الحزب جعلته منذ نشأته يولد كبيرا اذ زاد بريقه توهجا بعد العاصفة التي هزت عرش كل من حزب نداء تونس و تذبذب المشروع إذ استغل الأمين العام لتحيا تونس السيد سليم العزابي  الفرصة و انقض عليها و عمل كثيرا على هذا المعطى بتقزيم باقي الأحزاب و اتهامهم بالضبابية و التهميش و عدم قدرتهم  على إيجاد الحلول الناجعة و الدواء الشافي لتونس غير حزب تحيا تونس و جعلهم من الخبرة و الدراية بتسيير البلاد و العباد و العبور بهم إلى شاطئ الأمان  وحدهم دون سواهم… لكن بمرورالزمن تبين عكس ما كان يعتقد جل التونسيين الذين وضعوا ثقتهم فيهم إذ بان أداؤهم الحزبي غير مقنع بالمرة وزادته الانقسامات و الاختلافات فيما بينهم و كثرت شعاراتهم الزائفة للولاء لتونس و هم في الحقيقة يخدمون مصالحهم الضيقة على حساب مصلحة تونس عامة  فجازاهم التونسيون قدر ولائهم للبلد و ما النتيجة الحاصلة في الانتخابات الماضية إلا دليل على ذلك  بحصولهم على المرتبة الخامسة ب 7.38 بالمائة .

كما بان جليا المحسوبية الطاغية داخل هياكل الحزب و دراية كبيرة بالرياضيات و عالم الحساب و التفنن في اقتسام الكعكة كل حسب ولاءه للرئيس و انبطاحه لأولياء الأمور…..

بعد كل ما ذكرناه و التغيير الحاصل اليوم في العلاقات و المصالح وبعد أن اخذ  مقترحهم لرئيس الجمهورية السيد قيس سعيد الاهتمام اللازم و حظي بالموافقة إذ حزب تحيا تونس هو من اقترح السيد الياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة كما ان علاقة السيد يوسف الشاهد برئيس الجمهورية تعتبر أكثر من ممتازة و يظهر ذلك جليا بالتعاون و التناغم بينهما.

 كل هذا يصب في خانة عودة الروح و الثقة للحزب كما أنصاره و ما بقي سوى أن يرد التحية السيد الياس الفخفاخ للحزب بأحسن منها و كل المؤشرات توحي بذلك مما جعلنا نقتنع بان تحيا تونس أعادت له الأمل كما أعادت له الحياة من جديد

ختاما، دون أن ننسى ونعطي كل ذي حق حقه السيد هشام بن احمد وزير النقل السابق الذي له دور فعال و محوري داخل الحزب و خارجه و الذي اخذ على عاتقه مسؤولية الارتقاء بالحزب نحو الأفضل و كل همه تنظيفه من الرواسب و الجذور الناتئة

سامي غابة 

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *