جريدة الخبير

التركيز على الجانب الأمني وعلى الثقافة لتحفيز السياح على الوجهة التونسية

A Tunisian security member stands next to a swimming pool at the resort town of Sousse, a popular tourist destination 140 kilometres (90 miles) south of the Tunisian capital, on June 26, 2015, following a shooting attack. At least 27 people, including foreigners, were killed in a mass shooting at a Tunisian beach resort packed with holidaymakers, in the North African country's worst attack in recent history. AFP PHOTO / FETHI BELAID

إعداد هاجر عزّوني

إن الساحة أو صناعة السياحة لا تقف عند هذا المفهوم بل تتجاوزه ليتفرّع إلى أنواع مختلفة من خلال الغرض الذي أقيمت من أجله.

وهذا المفهوم ينطبق عند كل الشعوب من خلال توفير ثلاثة عناصر أساسية تتمثّل أولاها في الطاقة البشرية التي تستوعبها الدولة المستضيفة ذات المعالم السياحية وهذا العنصر يتمثّل في السائح، والعنصر الثاني يتمثّل في المعرض أي البلد المستضيف للسائح مع عرض ما له من امكانيات سياحية تتناسب ومتطلّبات السائح أمّا العنصر الثالث والأهم المتمثّل في الموارد الثقافية والمعالم السياحية واختلاف أنواعها كالسياحة البيئية والسياحة العلاجية والسياحة الاجتماعية وسياحة التسوّق إلى جانب سياحة الشواطئ والسياحة الصحراوية وسياحة الآثار.

والسياحة هي المصدر الهام للدخل القومي في تونس، فهي المرآة التي تعكس صورة تونس أمام بقية دول العالم، كما أنها توفّر العملة الصعبة وتساهم في حل مشكلة البطالة والمشكلات الاقتصادية الطاحنة التي تهدّد حياة التونسي يوميّا والسياحة هي «نار بلا دخان» كما يقولون.

قطاع متضخم بطريقة كبيرة و صار الأول في البلاد بعد نفاذ المحروقات و به صارت تونس دولة أحادية الإنتاج تعتمد على موارد السياحة التي تتصدر كل القطاعات المنتجة : الفلاحة و الصناعة.. و عوض أن تنتبه الطبقة السياسية لمخاطر الإعتماد المفرط على قطاع واحد و تحاول ايجاد حلول مُجدية للإشكال الإقتصادي في تونس فإنها تغاضت على ذلك متناسية أنّ القول والحديث ومنابر النقاش غير مجد دون الفعل والاسراع في ايجاد حلول جذرية ترتقي بهذا القطاع إلى الأحسن من خلال الاصلاحات خاصة الأمنية كي نضمن استمرار هذا القطاع وعدم تلاشيه من خلال تلاشي السائح الاجنبي وبالتالي تلاشي العملة الصعبة التي افتقدتها البلاد التونسية شيئا فشيئا.

سعيا منّا للتعمّق في هذا الموضوع الهام والاستفسار عن أهم الاصلاحات الممكنة وأهم السبل لتحفيز السائح الأجنبي على زيارة تونس وذلك من خلال المسؤولين أحمد كرم ودرّة مقديش لتكون اللّذان أفادانا بما يلي:

أحمد كرم (رئيس هيئة المديرين ببنك الأمان)

ahmed

«الجانب الأمني ركيزة أساسية للقطاع السياحي»

من خلال القطاع السياحي لا يجب أن نقف عند كلمة الأزمة لان الازمات مستمرة لكن يجب وجود حلول لها، ففي تونس لنا فرصة ذهبية وهي أنّ هناك مشاكل بين روسيا ومصر وبين روسيا وتركيا حيث يوجد الكثير من السائحين الرّوس نحو تلك البلدان فأصبحت فرصة لهم لزيارة تونس.

لذا لابد من البحث عن الضمانات العملية التي يمكن مدّها لوكلاء الاسفار للتحفيز على العمل على ما يهمّ قطاع السياحة اليوم وهو الجانب الأمني، فتونس هو بلد  جميل وبه خدمات ممتازة وأسعار مقبولة ولكن ينقصها الجانب الأمني.

من هنا لابدّ أن تكون جميع حملاتنا الاعلامية مرتكزة على هذا الجانب، فلماذا مثلا لا تصرّح الدولة التونسية باعدادها لبرنامج لتأمين كل الفوارق والمسالك السياحية بمبالغ كبيرة وتدعو مؤسسات مختصة لضمان أمنها السياحي.

كما أن في كل الأعمال هناك تقييم عالمي كأن نقول مثلا أن تونس قد قامت باصلاحات أمنية كبرى في الميدان السياحي ممّا تجعلها سياحة سليمة وآمنة لكلّ من يزور تونس.

وبالتوازي نقوم بحملة كبيرة نحو الدولة الروسية لأن شعبها معتاد على القيام بعطل بمصر وتركيا وبما أن الدولة في صراع وتصادم مع هذه الدول والدولة الروسية تمنع شعبها من زيارة هذه البلدان وبالتالي ستكون وجهتهم تونس.

وعلى سبيل المثال قد وقعت نفس الاشكالية في حرب الخليج حيث قام بعض الشباب المتميّز ممّن يسيّر السياحة التونسية باقتراح التوجّه الى أوروبا الشرقية بعدما رفضت أوروبا الغربية المجيء الى تونس وفي ذلك الحين وقع استقبال وفود سياحية من بولونيا وتشيكيا فوقع انقاذ الموسم السياحي لذا وحاليّا لابدّ من القيام بنفس العملية وانقاذ الموسم السياحي بزوّار جدد مختلفين مع توفير الأمن والطمأنينة والضروريات وتلبية حاجياتهم واستغلال الفرص لا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام كلمة الأزمة دون حراك، لذلك لابدّ من وجود مراكز ومكاتب عالمية في شهادة المطابقة للمواصفات والتي بدورها لها قيمة كبرى لدى وكلاء الأسفار لاعطاء أكثر ضمانات ليصبح تدخّل شركات التأمين أقل.

درّة مقديش (مديرة موقع هاي لايتس)

dorra

«السياحة الثقافية حبّبت السائح الأمريكي في تونس»

إن الزائر الأمريكي أو ما نسميه المقيم بتونس «جيري سوركين» اكتشف تونس منذ ثلاثة عقود وأصبح على الفور متعلقا ببلادنا.

انبهر بتونس ثقافة وتقليدا وشعبا. ورأى الإمكانات في هذا البلد التي تتجاوز مجرد جمال الطقس وأشعة الشمس والشواطئ الذهبية، والآثار التاريخية الجيدة … فقرر تنظيم رحلات سياحية لمجموعات من الأمريكيين لاكتشاف خصائص بلدنا مع إنشاء فرع  لشركة سياحية في تونس (استكشاف العالم وبناء الجسور الثقافية) و فرعا آخرا لشركة الرحلات السياحية المعروفة  «كوندي ناست ترافلر».

دعا إلى الدفاع عن وجهة تونس بالنسبة للأميركيين، وطمأنتهم بشأن الأمن، على الرغم من الحوادث الإرهابية التي وقعت في تونس والتي تسببت للأسف في إلغاء العديد من الحجوزات .

يرى سوركين أن المقومات السياحية في تونس هائلة، ولكن للأسف، حتى التونسيون لا يدركونها حقا. فالرابط بين السياحة والثقافة ليس موجودا حتى الآن على عكس بعض البلدان حيث القطاعين تحت وصاية وزارة واحدة

كما يعتقد أن تونس يمكن لها إطلاق مسارات سياحية جديدة، تكون في المناطق النائية، بعيدا عن السياحة التقليدية.

و على سبيل المثال أيضا مهرجان قرطاج الذي يرى أنه يجب أن تبدأ برمجته و الترويج له خلال فصل الشتاء ولكن للأسف لم تلق اقتراحاته رواجا و يرفض المسؤولون هذه الرؤية الجديدة للسياحة الثقافية.

كما أكد  أن العديد من الأميركيين الذين زاروا تونس تركت لديهم انطباعات إيجابية جدا. و منهم «كاثرين ويسّيل» و»جوشوا مارطو» اللذان كتبا مقالا رائعا عن تونس بعنوان « تونس، الوجهة الكبيرة القادمة».

جيري سوركين، مواجها كتلة  من  التعطيلات الادارية، إلى جانب بعض الآثار السلبية للحوادث الإرهابية في البلاد، قرّر حزم امتعته والرجوع إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد نشط كثيرا في القطاع السياحي في تونس وعاش بها منذ 30 سنة بصفة متواصلة وقد عمل كثيرا في هذا المجال إلاّ أنّه ينوي مغادرة تونس ممّا أثار استغرابنا هذا القرار وأردنا معرفة سبب اختياره لتونس كوجهة سياحية والتفكير اليوم بمغادرتها.

لقد زارنا «جيري سوركين» بمقر الجريدة ومن خلال الحديث إليه اكتشفنا قصّة طويلة من خلال تعرّفه على تونس وتعلّقه بها وقد حاول خدمة تونس بطريقته الخاصة فهو رجل أعمال وله أعمال سياحية في تونس وقد لاحظ في تونس ما لم نحاول ملاحظته ولا استغلالها كالشواطئ والواحات وجمال الطقس إلى جانب المواطن التي نتجاهلها والتي تتلخّص في السياحة الثقافية، فهو يقول أن السائح الأمريكي حين يتوجّه الى تونس يكفيه الذهاب الى الرّيف أو حيّ سعبيّ أو سوق شعبي ليكتشف الكثير ويقول أنّ الشعب التونسي مضياف مهما كانت امكانياته.

فهذا السائح قد أحبّ في تونس وشعبها من خلال الجانب الانساني والثقافي والحضاري وخاصة الاعجاب بالعائلة التونسية والمنزل التونسي والمدينة والأكلات الخاصة بها.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *