“ثلاث ليس لها وجود الغول والعنقاء والحل الودود” ويمكن في عصرنا هذا الكئيب إضافة اجتماع الـ217 نائب منتخب في البرلمان نسخة 2014 فهذا من المستحيل فحتى الجلسة الأولى طبعتها فضيحة كبرى لم يكشف أبدا عن أسرارها ومن تسبّب فيها … كنت أظن أن النواب الجدد لا شك أنهم استخلصوا العبرة من سلبيات المجلس التأسيسي والتفنن في رجم الماضي وفي محاولة جرّ البلاد إلى عهد الظلمات وفي رسم صورة خيالية للبلاد في قادم الأيام واختلط الحابل بالنابل وتحول الدين إلى قناع وليس اقتناع واتضح أن الغش بأنواعه ثقافة حزبية ووصلنا إلى شاطئ السلامة بصعوبة ونعبر إلى عالم الكد والجد مع نواب انتخبوا من جماهير واعية همهم خدمة الوطن وكنا نرى أن المتخلف هو الشخص الوحيد الذي لا يتعلم من الأخطاء لأن الديمقراطية ليست في جمع الأصوات الانتخابية ولكنها في تحقيق مصالح الشعب وكثرت الخطب الحماسية من هنا وهناك لتتضح فيما بعد أن الأقوال والأفعال بينها مسافات شاسعة تتجاوزها الحكومات وتتوه فيها الرعايا… وانتصب البرلمان فإذا بنا أمام حقائق مفزعة لعل أهمها التخلف عن الحضور وبأعداد كبيرة وأخذ رئيس الجلسة في انتظار حضرات المحترمين حتى يؤمن الحضور القانوني مثل سائق سيارات الأجرة بين المدن رغم أنهم يتحصلون على رواتب وحوافز من مال الشعب ورغم أن بعضهم يقوم برحلات إلى الخارج على حساب الأموال العمومية وتاهت القوانين وتعثرت وانتشر الاستخفاف وسلوكيات الإهمال والاستهتار ونتحدث عن دولة مدنية وهناك كل شيء حزبي وتألق البعض في النقد الأعمى والتهجم والسب والشتم وظهرت كتيبة الرفض المطلق والحط من الاحترام حتى باستعمال الشعر ولو أن الحماقة تعود على أصحابها الذين يهدمون ولا يتحدثون عن البناء والنواب في حاجة إلى حملة وطنية للوعي الوطني لحب الوطن لأن الشعب لم يعد يملك رفاهية التفاؤل واللعب بعقول الناس غباء مستحكم لأنه لا يعقل أن يتحول النضال إلى مصدر للاسترزاق في زمن تعيش حقبة انهيار أخلاقي مخيفة ومفزعة ازدهرت خلالها ثقافة الكراهية فالكلام الجميل يجلب الإعجاب ولا يجلب الاحترام لأن مشاهدة جلسات البرلمان تجلب خيبة الأمل بعد أن انتصب هناك فقهاء الهم والغم والحقد والاستهتار فهم يخطئون والشعب يدفع الثمن خاصة وأن رائحة عنصرية بعض الأحزاب تفوح من كتيبة من النواب ولأن شعارات الماضي لم تعد تصلح لهذه المرحلة فهم يقودون المرسيدس بأسلوب قيادة الكريطة وجعل النواب المصداقية محل شك فهم لا يبحثون بجدية عن حلول جذرية لأمهات المشاكل ويكتفون بسياسة المسكنات وهذه مرفوضة ويتحدثون عن التطور الديمقراطي وهذا لا ينطلي إلاّ على محدودي الذكاء وعلى السذج والظهور على الشاشة أو في الإذاعة أسهل على النائب من أداء الواجب في رحاب البرلمان وجعلنا النواب ننظر أمامنا في يأس أي خوفا من المستقبل ومع ذلك فالأمل مريض ولكنه لا يموت ولا للاسترخاء حتى يتحقق الرخاء.
المنشورات ذات الصلة
الإغـتيــــــــــــــــال
وطنية / 2013-07-11