غريب الذي يحدث في بلادنا بعد ثورة الحرية و التحدي و إعادة الاعتبار للمواطن التونسي مازلنا يا سادة نشاهد بالعين المجردة بعد 14 جانفي التونسي توصد أمامه أبواب النزل السياحية بحجة أنها محجوزة و لا مكان فيها… يعني غير مرغوب فيه حتى لاحتساء قهوة أو تناول مشروب غازي… هذا يقع في الحمامات حيث تجد عضلات مفتولة في مدخل عديد النزل السياحية التي منها من خصص لسياح من دول أوروبية او آسياوية خاصة من دول أوروبا الشرقية أي من النوعية الفقيرة التي تتحول لبلادنا لتنعم بالأكل و السياحة و كل ماهو مدعوم لفائدة المواطن بمقابل زهيد جدا فالأسبوع يعادل 250 يورو أو أكثر من ذلك بقليل و قد وصل بوكالات الأسفار الأجنبية أن تشتري من نزل تونسية يديرها أصحابها أو أخرى مسوغة لشركات سياحية أو اخرى تختص في الخدمات أحدثت عديد التساؤلات و خلف بعضها مشاكل عديدة بما قيمته تقل عن 10 دنانير للسائح الواحد في اليوم… رغم هذا يبقى التونسي مجبرا على دفع بين 8 و 10 مرات ضعف هذا السعر إذا رغب في التحول إلى أحد نزل بلاده… و الأدهى و الأمرّ من ذلك ان تجد في الحمامات مثلا نزل يجبر الحريف التونسي دفع ما قيمته 60 دينارا للعبور إلى الشاطئ بدعوى انه يسمح له بشمسية و القليل من الماء و الاكل أي بيع مشروط بطرق خسيسة لا يقبلها المنطق و لا العقل و لا يسمح بها القانون.
أضف على هذه التصرفات ما يقوم به أصحاب النزل من تجاوزات خطيرة لا قانونية و لا أخلاقية نجد آخرين في منطقة الحمامات شمالا و جنوبا يمنعون التونسي من البقاء على الشاطئ بدعوى انهم من أصحاب الحق في استغلال الشاطئ و ما على التونسي إلا دفع معلوم المتر مربع من الشاطئ الذي هو في حقيقة الأمر ملك لكل التونسيين دون استثناء.
حقيقة يبقى القطاع السياحي في بلادنا يعيش فوضى عارمة و عدم احترام الحريف التونسي و تبقى عيون الرقابة و من أوكلت له حماية المواطن التونسي و حفظ كرامته، في سبات عميق و كل منهم “شاهد ما شافش حاجة” أو يتصرف بطرق أخرى يعلمونها جيدا، فحذار يا سادة… إعلموا أن النظام السياسي تغير و ان الوضع الاجتماعي و قدسية القانون في طريقها إلى التطور و لإسناد المواطن التونسي حق المواطنة و إيلائه الاهمية التي يستحقها في زمن لم يعد فيه مكان لممارسات عشّشت في عقول الفاسدين من أبناء بلدنا الذين لا بد ان ينساهم التاريخ و يرمى بهم في القمامة إلى الأبد…
مرشد السماوي