أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي الجمعة 28 جوان 2019 بمقر الوزارة، الأهمية الفائقة للبعد الافريقي في سياسة تونس الخارجية، وعزمها الراسخ على تعزيز علاقات الأخوة والتعاون التقليدية التي تربطها بالدول الافريقية الشقيقة في سياق التعاون جنوب-جنوب، خدمة للمصالح المشروعة لشعوب المنطقة وتطلعاتها.
واستعرض الوزير في افتتاح الدورة الرابعة لأيام للصداقة والشراكة الافريقية بحضور كاتبي الدولة للخارجية صبري باش طبجي وللدبلوماسية الاقتصادية حاتم الفرجاني، أهم ملامح الاستراتيجية التي وضعتها تونس لإرساء علاقات شراكة متميزة مع البلدان الأفريقية خاصة في المجالات ذات الأولوية، ومنها الصحة والتعليم العالي والسياحة والصناعة والفلاحة وغيرها.
ونوّه بالحركية المهمة التي تميز العلاقات بين الطرفين، مذكرا في هذا الصدد بتطور نسق تبادل الزيارات بين سامي المسؤولين التونسيين والأفارقة خلال سنة 2018، ومنهم رؤساء كل من غينيا الاستوائية والسنغال وعدد من الوزراء والخبراء من الدول الأخرى.
كما ذكّر بالزيارات التي أداها إلى عدد من البلدان الافريقية الشقيقة على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، ومشاركته في القمة 31 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي المنعقدة في جويلية 2018 بنواكشوط، وفي القمة 20 لرؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء في “السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا” (الكوميسا) ، المنعقدة يومي 18 و 19 جويلية من نفس السنة بلوساكا ، والتي وقعت خلالها تونس على معاهدة انضمامها إلى هذه المنظمة الإقليمية.
وأشار وزير الخارجية إلى المصادقة في مارس 2019 على عضوية تونس في “السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا” (الكوميسا) ، بالإضافة إلى كونها ايضا عضوًا مراقبًا في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS) منذ شهر جوان 2017، وانضمامها في مارس 2018 في كيغالي إلى منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF).
وحث الوزير السفراء الأفارقة على ضمان مشاركة واسعة لبلدانهم في الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي الإفريقي التي ستحتضنها تونس يومي 10 و 11 سبتمبر 2019 ، بحضور الوزراء الأفارقة المسؤولين عن القطاعات ذات الأولوية مثل التجارة والبنية التحتية والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة بالإضافة إلى الفاعلين الاقتصاديين وهياكل الدعم، لافتا إلى أن هذا الحدث سيكون فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدان الأفريقية.
وعلى الصعيد السياسي عبر الوزير عن امتنان بلادنا لدعم البلدان الافريقية غير المشروط لترشح تونس لمنصب عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي 2020/2021، مؤكدا في هذا الصدد إلى أنها ستكون صوت إفريقيا في هذا الهيكل الأممي الهام.
كما أشار الوزير إلى الاستحقاقات الهامة التي تنتظر تونس خلال سنة 2020 وخاصة منها الدورة 18 للقمة الفرنكوفونية التي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية 50 لإنشاء المنظمة الدولية للفرانكفونية، التي كان الزعيم الرحل الحبيب بورقيبة وليوبولد سيدار سينغور ،وهاماني ديوري أهم مؤسسيها.
يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية، تُنظّم بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية ووزارة السياحة والصناعات التقليدية والديوان الوطني التونسي للسياحة، الدورة الرابعة “لأيام الصداقة والشراكة الإفريقية” الموّجهة لرؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء المعتمدين بتونس، وذلك يومي 28 و29 جوان 2019.