لا شك ان وزارة الثقافة من الوزارات ذات حظ شديد الانكماش منذ جانفي 2011 اذ مر بها ” وزراء ” جاءت بهم الصدفة العاثرة حتى و لو كانوا أصحاب شعور بالمسؤولية للعمل حسب اصول القوانين التي تفرضها الادارة و الاطلاع على خصوصيات العمل و النشاط و الاستعانة بالمستشارين و رؤساء المصالح لتنفيذ النشاط العادي و طلب مساعدة ادارات أخرى لضمان سير العمل على اسس ثابتة. ولكن من تمت تسميتهم على رأس وزارة الثقافة انطلقوا في العمل الهامشي البعيد عن الحضارة الادارية و احيطت بهم بطانة من الانتهازيين من داخل الوزارة ومن خارج الوزارة أي المبعوثين من الاحزاب النافذة و من بعض المقربين و هكذا ينخرط الوزير أو الوزيرة في السير في الاتجاه الخاطئ و يهمل القانون ثم نداء الضمير و واجبات الأخلاق و يشرع في تنفيذ الرغبات و هي كلها ذات منفعية شخصية لا تمت الى الميدان بصلة ولا يمكن نسيان الجريمة الكبرى التي ارتكبتها إحدى الوزيرات في حق ايام قرطاج السينمائية و جعلتها سنوية بدل كل سنتين وهكذا جردتها بجرة قلم تحت تأثير عصابة من الانتهازيين من كل ابعادها و فلسفتها و اهدافها و جعلتها مجرد عروض أفلام واستعراض فساتين الباحثات عن الشهرة في أي ميدان … تصرفت الوزيرة بكل استخفاف و بدون اي تفكير لتدخل السجل الأسود في تاريخ وزراء الثقافة و تلتحق بزملائها في الرداءة و السلبية . وجاء الوزير الحالي بزفة جنائزية ليعلن انه مجرد مسير اعمال لا حول له ولا قوة في تحسين الأجواء في المجال الثقافي سيعمل على جودة الاشراف السطحي و هكذا كان، بقي يتجول بين المهرجانات ليوزع ابتسامة جامدة باهتة و ليثني على ما سمع و شاهد و يصفق مع المصفقين و يغادر المكان فرحا مسروراً…. في المهرجانات المسلطة عليها الأضواء يصعد الى الركح ويساعد على توزيع الجوائز و يهنئ الفائزين و اكبر دور قام به هو توزيع ميزانية الوزارة على كل من يطلب الدعم و نتفرج ايضا على مهزلة ايام قرطاج السينمائية و تمييعها بدون ان يقوم بدور ولو هامشي لإصلاح ما افسدته زميلته بل سلمها الى المقاولين و هو لا يدري ما وقع .
على كل، نتمنى ان تكون كل السلبيات مجرد ذكريات سوداء مضت و يأتي صاحب ضمير نابض يطلع على القوانين و يتحاور مع المستشارين الاكفاء و يبتعد عن الانتهازيين و مبعوثي الاحزاب ثم يشرع في العمل بعد أن يطلع على سجلات من صنعوا وزارة الثقافة في الستينات…