جريدة الخبير

وأنقذ الجمهور مؤقتا المهرجان من سقوط مريع

o-JCC-2015-facebook

بعد بداية محتشمة ومتعثرة جاءت العملية الإرهابية لتشعل حماس الجماهير في هبّة تحدّي كبرى والاكتظاظ أمام وحول قاعات العرض لتؤكد عدم خوفها من الإرهاب… ولكن «أيام قرطاج السينمائية» لا تقتصر على العروض بالقاعات بل تم بعثها سنة 1966 «للمساهمة في ازدهار ثقافة وطنية في كلا من البلاد العربية والإفريقية» و»المساعدة على تطوير السينما العربية والإفريقية سواء في مستوى الإنتاج أو الترويج» هذا ما جاء في مقدمة –القانون العام- القديم لأنه من المفروض ظهور قانون جديد يبرز الفلسفة الجديدة لأيام قرطاج السينمائية وهذا ما فشل مبعوثنا إلى وزارة الثقافة الحصول عليه وكان من الأليق أن يفسر مدير الدورة الجديدة القانون الجديد في مقدمة الندوة الصحفية والمصيبة أن تكون هذه الدورة دون قانون أي نوع من الانتصاب الفوضوي وهذا دليل على الإسراع لتوريط الوزارة في تنظيم الدورة كل سنة بدل انتظار الاحتفال بمرور خمسين سنة على انبعاثها لتصبح سنوية لترضية أصحاب المصالح وإلا ما معنى عدم ظهور القانون الجديد؟ رغم أن ميزانية المهرجان أربعة ملايين دينار…

وأرسى المهرجان منذ انطلاقه تقليدا ممتازا يتمثل في إقامة ندوة في كل دورة للتفكير في مشاكل السينما فنا وصناعة وهذا من أهداف وروح المهرجان خاصة في هذه الفترة الحرجة عربيا وإفريقيا بل وقوميا أيضا لان السينما تغيرت اثر سنة 2010 في كل البلدان التي تهمها وكان من الأجدر تنظيم مثل هذه الندوة لتتواصل طيلة أيام المهرجان ليعرف الجمهور ما يقع في لبنان وسوريا والعراق وتونس وغيرها في ميدان السينما ومع الأسف اقتصرت اللّقاءات الثمانية على مواضيع شديدة الخصوصية وانعقدت خمسة منها في المعهد الفرنسي وهذه حكاية أخرى.

لا دخل للعملية الإرهابية في هذا التقصير لان البرنامج العام أعلن عنه مدير الدورة (هز يا وز) في ندوة صحفية انعقدت في بداية الشهر واقتصرت على توزيع الأرقام المبهرة على طريقة التعاضد في الستينات وشخصيا اشك في وجود ثلاثمائة فيلم بما فيها الومضات وكذلك في مائة وخمسين ألف متفرج وهذا يخضع لعملية حسابية بسيطة حسب أماكن العروض اللهم إذا تم احتساب عدد المساجين وعدد الطلبة في تونس وهذا نوع من التلاعب بعقول الناس ولو تم ذكر المدارس الثانوية والابتدائية وثكنات الجيش والحرس لتم الإعلان عن مليون متفرج.

أما عن الضيوف فلا بأس من نشر قائمة بالأسماء مع ذكر جنسية كل ضيف لأننا نخشى أن يكون جلّهم من هنا وهناك ولو أن البعض جيء بهم كسوّاح لتضخيم العدد ولا تأثير لهم على أي كان مع احترامي الشديد لكل ضيف مهما كان مستواه.

قد تكون كل أماكن العروض امتلأت على آخرها لتبقى الدورة بلا روح ولا أساس بعد أن تتبخر الصورة من الأذهان ولا نجد دراسات ولا توصيات ولا ما يفيد السينما العربية والإفريقية وهذا ما حقيقته تلميذة الجبهة الشعبية التي تطلب من منخرطيها الاستعداد لقيادة البلاد… يا خوفنا على مستقبل الوطن…

محمد الكامل

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *