شارك عدد من طلاب جامعة تونس قرطاج بسكرة، اختصاص هندسة، في مسابقة لاختيار ″النصب التذكاري للثورة″ وذلك تخليدا لحقبة تاريخية في تاريخ الشعب التونسي.
وقد ساهم طلاب السنوات الرابعة والخامسة هندسة في هذه المسابقة برعاية المهندس الامريكي المعروف السيد “ترافيس برايس”، وهو مختص في تشييد النصب التذكارية حول العالم. وقد حاز على العديد من الجوائز الوطنية والدولية الكبرى مع طلابه في الهندسة في الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في واشنطن العاصمة.
شارك 56 طالبا في هذه المسابقة حيث عملوا وفق مجموعات على مشاريع مختلفة. وتكونت لجنة التحكيم من أساتذة هندسة تونسيين وأمريكيين. وقد أسندت الجائزة الأولى للمسابقة لمجموعة تتكون من 4 طلاب سنوات 4 و 5 هندسة وهم على التوالي: سنية بن يحيا ومحمد بشير شفرى وزينب سماوي ومحمد دردوري الذين نال مشروعهم إعجاب لجنة التحكيم. وسُمّي هذا المشروع ″طيران الأصوات″ وهو يتكون من وحدات ثلاثية الشكل مصنوعة من الصلب الملحوم وتُمثّل اتحاد الشعب. وهو يخرج من بئر مظلم (الذي يشير إلى القمع) ليرتفع إلى السماء فيصبح اخف وزنا ليعبر عن الاصوات التي كانت في البداية مكتومة لكنها تتحرر تدريجيا لتتغلب على القمع وتطالب بحقها. هذا المجسم هو كالحمام الذي تحرر من القفص ومن هنا كان اسم ″طيران الأصوات″. خلال النهار، تضيء الشمس هذا المشروع فتنعكس صورته على الأرض المكسوة بالرخام الأبيض لتمثل الورقة البيضاء وصفحة جديدة من تاريخ تونس. كذلك مع كل شروق جديد تخلد ذكرى المعركة والانتصار للشعب التونسي.
″إنّ الفكرة هي تجسيد وتثبيت هذا النصب في قلب شارع الحبيب بورقيبة وتحديدا قبالة المسرح البلدي، ليكون مرجعية معمارية ذات رمزية قوية″. هذا ما صرّح به السيد خلدون بن تعاريت، رئيس جامعة تونس قرطاج، الذي يأمل أن تستجيب السلطات لهذه الفكرة.
و من جانبه صرّح السيد ترافيس برايس: ″أُعجبت جدا بأفكار المشاريع وخيال الطلبة التونسيون. حيث رافقناهم في إطار عمل ضمن ورشات مكثفة بين 8 و10 ساعات يوميا لمدة أسبوع. لم نقم بإصلاح الأخطاء لكننا دفعناهم للإلهام والتأمل″.
كما أعلن السيد برايس أنه سيتم عرض كل الأعمال التي أُنجزت في هذه المسابقة في قاعة كبرى في عمادة المهندسين بواشنطن.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم منح جوائز للفائزين بالمرتبة الثانية والثالثة كما أُسندت جوائز لخمسة مشاريع قيّمت ″استحقاق″.
تعرض هذه المشاريع في قاعة الأخبار بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة من 16 جانفي 2017 إلى غاية 18 من نفس الشهر، و ذلك بمناسبة الذكرى السادسة لـ14 جانفي.