يبدو أنه بعد أن تحالف حزب قلب تونس مع حركة النهضة قد أصبح هناك نوع من القرب السياسي و الفكري و الإجتماعي بين كل من نبيل القروي و راشد الغنوشي و شهد الجميع على هذا القرب خاصة حين رشحت حركة النهضة و قلب تونس نفس الأشخاص لتولي منصب رئاسة الحكومة. كما أن حركة النهضة لا تنفك تحاول إدخال قلب تونس في الحكم.
كل هذه الأحداث تضع نبيل القروي و حزبه تحت حماية حركة النهضة و هي أقوى حزب في تونس. و من جهته لا يفوت نبيل القروي مناسبة إلا و تغزل فيها بالشيخ راشد الغنوشي. فهل يعني هذا القرب و الوئام أن نبيل القروي سيتملص بمعونة الشيخ من ما عليه من قضايا و شبهات فساد تكاد تكون مؤكدة؟
و ماهي أهداف حركة النهضة من وراء اتحادها مع قلب تونس؟
هذه الشبهات التي تحوم حول نبيل القروي تعود للعام 2016 حين قدمت منظمة “أنا يقظ” المختصة في مقاومة الفساد ملفا لوكيل الجمهورية في خصوص قناة “نسمة” التلفزية التي أسسها نبيل القروي وشقيقه غازي.
و أوقف القروي بتهم غسل الأموال و التهرب الضريبي، ولم يحاكم بعد.
و كان سفيان السليطي و هو الناطق الرسمي باسم ابتدائية تونس والقطب القضائي الاقتصادي والمالي قد صرح بان القطب تعهد بموضوع الوثيقة التي تبين تعاقد المرشّح للانتخابات الرئاسيّة نبيل القروي مع شركة في كندا مختصّة في الضغط والتعبئة السياسيّة وأضاف السليطي يوم الجمعة 4 اكتوبر 2019، انه تم تكليف الفرقة المركزية الاولى بالبحث في هذا الموضوع و وفق الوثائق المسربة فإن القروي كان قد أبرم عقدا مع شركة كندية مختصّة من أجل مقابلة كلّ من الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بهدف تمكينه من الوصول إلى منصب رئيس الجمهوريّة في تونس.
و سواء كانت هذه التهم صحيحة أم خاطئة فإنها تضع شخص نبيل القروي محل شبهات فساد يجب النظر فيها بتمعن و تعقل من أجل أن يأخذ القضاء مجراه.
و يبدو أن الشارع التونسي يعج مؤخرا بأخبار قد تكون صحيحة و قد تكون مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة حيث أن كل من القروي و الغنوشي قد اتفقا أن لا يصوت حزباهما الواحد ضد الآخر و في المقابل سيتم طي قضية القروي و تجاوزها قضائيا…
و من أجل تجاوز كل الشبهات و المغالطات يجب على الناطق الرسمي باسم القطب القضائي المالي أن يخرج بتصريح حول قضية القروي و أخيه غازي يفيد بما وصل إليه التحقيق في هذه القضية و إلى ما ستنتهي؟
بلال بو علي