مية الجريبي مناضلة وسياسية وأوّل امرأة تتولى منصب الأمانة العامة لحزب سياسي، ولدت مية من أب تونس أصيل ولاية تطاوين و أم جزائرية وزاولت تعليمها برادس لتتوجه بعد ذلك إلى كلية العلوم بصفاقس(1979 -1983 )،و ناضلت في صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس، وفي سنة 1989 انضمت إلى فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بصفاقس، كما شاركت في الجريدة الأسبوعية المستقلة “الرأي” ومن بعدها جريدة “الموقف”.
من جهة أخرى، نجد مية الجريبي الى جانب نضالها السياسي عضوا في مجموعة دراسة حول وضع المرأة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد وشاركت كذلك في الجمعية التونسية لمكافحة السرطان، كما أسست جمعية بحوث عن المرأة والتنمية بمشاركة ثلة من المناضلين، لتجمع بذلك بين النضال السياسي والحقوقي والإنساني والجمعياتي والإعلامي، ويتذكرها الجميع في إضرابها عن الطعام حين حاولت السلطات التونسية في العهد ” البوليلسي” إغلاق مقر جريدة ” الموقف ” و كيف قاومت مية الجريبي آلة القمع ” النوفمبري” دفاعا عن الحقوق و الحريات المسلوبة.
وفي سنة 1983 أسست الجريبي بالاشتراك مع أحمد نجيب الشابي حزب التجمع الاشتراكي التقدمي، و الذي أعيد تسميته لاحقا إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، وفي ديسمبر 2006 وقع انتخابها كأمينة عامة للحزب خلفا لمؤسسة أحمد نجيب الشابي، وكانت بذلك أول امرأة تتولى المسؤولية الأولى في حزب سياسي تونسي.
في سبتمبر 2007 دخل الشابي والجريبي في إضراب عن الطعام بسبب ملاحقة قضائية قام بها مالك مقر الحزب لإخراجه منه، ويؤكد الحزب أن للقضية خلفية سياسية وأنها تأتي ضمن موجة من المضايقات المتواصلة التي يتعرض لها الحزب، وأوقفا الإضراب على الطعام بعد التوصل إلى تسوية مع صاحب المحل.
و بعد ثورة 14 جانفي، قادت الجريبي الحزب في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التونسي 2011، ليتحصل على 16 مقعداً في المجلس، وفي 09 أفريل 2012 ، تم انتخاب مية الجريبي أمينة العامة للتحالف الجديد الذي سمي “الحزب الجمهوري” خلال المؤتمر الخامس والأخير للحزب الديمقراطي التقدمي، ( التحالف بين الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب آفاق تونس والحزب الجمهوري ).
تاريخ مية الجريبي النضالي يثبت مدى عظمة هذه المرأة النموذجية التي يشهد لها الشارع التونسي لأكثر من 30 سنة، صمودا وقوة وشجاعة لا تضاهيها فيها الرجال، وسندها الوحيد في ذلك قيمها وأخلاقها ومبادئها المعروفة لدي كل التونسيين ومن أهم شعارات الجريبي، ” النضال من أجل سياسة بأخلاق وقيم، ومن أجل تونس العدل و الكرامة و التقدم “.
كما تميزت مية الجريبي بمواقفها الواضحة داخل المجلس وأثناء مناقشة الدستور الجديد على غرار مواقفها من الفصول المتعلقة بالحريات والتناصف بين الرجل والمرأة .
وكاعتراف منها بالجميل أشادت وزيرة المرأة السيدة نزيهة العبيدي بنضال السيدة مية الجريبي وإسهامها في النضالات التي تجني المرأة التونسية اليوم ثمارها اثر زيارتها لها بمناسبة العيد الوطني للمرأة، الأحد 13 أوت 2017، وبالمناسبة عبرت الجريبي عن سعادتها بهذه الزيارة، معربة عن تقديرها للعمل المنجز صلب الوزارة من أجل تحسين ودعم مكانة المرأة تحت إشراف السيدة نزيهة العبيدي.
امرأة بألف رجل، هكذا هي مية الجريبي المناضلة والسياسية والحقوقية والوطنية ومثال المرأة التونسية الصامدة في وجه رياح الظلم والاستبداد، المرأة التونسية الصامدة في وجه المرض ومصاعب الحياة، المرأة التونسية المكافحة والصبورة.