أيها الإخوة العاملون في مواقعكم بكل أصنافكم أبلّغ إليكم تحياتي الأخوية الصادقة- يا إخوة النضال النقابي الشريف، أوصيكم أيها الأبناء بالجدية في العمل و الإخلاص لمؤسّستكم و الاجتهاد لإنجاحها و أن تكونوا أمناء على مكوناتها- و احترام مسؤوليها-
فقيامكم بواجبكم هو عنوان النجاح لوطنكم- و إن العامل المخلص الأمين في عمله و موقعه أفضل عند الله من العامل المتخاذل المتهاون.
إخوتي و أبنائي إن اتحاد عمال تونس- لم يأت من فراغ و لم يتأسس لمصالح شخصية بل هو منظمة نقابية تأسست على الوطنية الصادقة و توجهت إلى السواعد الشريفة و تبنت قضاياهم و عزمت على الوقوف إلى جانبهم و نيل حقوقهم مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأجير عليه أن لا ينظر إلى مؤجره نظرة عداء و حقد فهو نفسه عامل مناضل و علينا احترامه و المحافظة على مؤسسته لأنها في النهاية مؤسسة اجتماعية في خدمة المواطن و الوطن و إسقاطها خسارة لنا جميعا.
أيها الإخوة و الأبناء عليكم أن تعلموا أن الأعراف إخوة لنا و أن المؤسسة في صالحنا جميعا و لا يعني هذا أن العرف له مقدارت حياتكم فهو في النهاية فرد منهم و إلينا عليه أن يحترمكم و يحترم القانون الذي يسود الجميع و نحن لا نرفع لواء العداء بيننا و بين الأعراف بل نمدّ أيدينا إليهم مصافحين بكل صدق دون التخلي عن حق العامل و دون الرضوخ لأي شروط أو أوامر من احد.
إخوتي، «كل في موقعه» وطننا في حاجة إلينا أعرافا و عمالا فعلينا أن نتضامن و نتآخى دون التفريط في حقوقنا جميعا و على الجميع أن يعلم أن منظمتنا لا تتوانى و لا تصمت و لا تهاب أحدا، إذا لحق بالإخوة المنخرطين أي ظلم و مهما كان مأتاه فستجدنا إن شاء الله قادرين مقتدرين على الوقوف و المجابهة و إن صمتنا ليس ضعفا بل تدبيرا حكيما. إخوتي و أبنائي نحن معكم و في أوائل صفوفكم و صوتكم و كلمتكم، أتعابكم أتعابنا و حلمكم حلمنا و حقكم حقنا «و قل اعملوا فسيّر الله عملكم و رسوله و المؤمنون» (صدق الله العظيم) و السلام عليكم و ليحيا النضال و اتحاد العمال.
إخوتي، إن موقفكم موقفنا و صوتكم صوتنا و نضالكم نضالنا، لن نتخل عنكم و لن نغيّر مسارنا لنضالي إلى مسارات مصلحية و لن نسقط لوائكم النضالي لنرفع راية الصعود إلى المناصب. نحن نعاهدكم أمام الله و الوطن ألا نبيعكم و لا نتواطأ ضدّكم و لن نغدر بكم و لن نقايض مصالحكم بمصالحنا و نحن لا مصلحة لنا أساسا إلا مصالحكم و لا رسالة لنا إلا رسالتكم و لا حلم لنا إلا حلمكم فاطمئنوا نحن أمامكم و بجانبكم و معكم.
بقلم: رفيق المختار