إيــه يا تونس
فردية الفرد و ثنائية الحزب و ثلاثية السلطة الحاكمة و رباعية المبادرة و خارطة الطريق.
أهكذا كتب على شعبنا أن يحيا متابعا لهذه التحولات و الانقلابات السياسية، يعاني مرارة الحياة و قساوة العيش و توتر المواقف و سلبية العمل السياسي و تدهور الوضع و انفلات الأمن و انعدام الطمأنينة. هل كتب عليه أن يحيا هذه الحياة من استعمار بغيض إلى دكتاتورية شاملة إلى فساد مطلق إلى فشل مخجل ثمّ ينتهي به الأمر أن يحكم فيه و في مساره من لا يقدر أن يسيّر إدارة أو منظمة.
و هل كتب عليه أن يتقهقر و يتراجع و يذعن لأمر هؤلاء المتسلّطين عليه و على مقاليد حياته اليومية فهل من المعقول أن يصعد رجل لا دراية له بالسياسة و لا الحكم و لا التسيير سيعلن صراحة أنه سيد المبادرة و سيد الخارطة و يهدّد و يتوعد فتنتكس رؤوس السلطة و تصفّق معارضة الاعتراض و تذعن قوى ضعيفة لقاراته و تريدون من الشعب أن يصمت و يستكين.
فل تعلموا أيها المتسلطون على رقاب هذا الشعب و تفرضون عليه شطحاتكم السياسية و رقصاتكم المجنونة يشتمل على أكثر من 70 بالمائة منه على الدارسين و المتعلمين و المثقفين و انهم وحدهم قادرون على الذهاب إليكم و طردكم و قادرون على الوقوف في وجهكم و إخضاعكم لمشيئته. انتبهوا لأنفسكم و احترموا مقاماتكم ! و عودوا إلى مواقعكم قبل أن يغضب الشعب مرّة أخرى فلن تسلموا من غضبه. هل تعتقدون أنكم الأكبر و الأعظم و الأعلم و الأقوى أن الشعب مجرّد قطعان؟ لا فالشعب أكبر و أعظم و أعلم و أقوى و أنتم أضعف من أن تحتقروا الشعب و تفرضوا عليه إرادتكم.
فليعد كل منكم إلى موقعه و مكان عمله و يحاسب نفسه و يقدّم اعتذاره للشعب، علّه يقبل منه. فإني أراكم تصعدون إلى الهاوية و تتقدمون إلى الوراء و احذروا أن تصطدموا بالشعب، فالشعب رهيب.
بقلم: رفيق المختار