بعد جو الكآبة التي عاشها شارع الحبيب بورقيبة، ازدان الآن بالبهجة والفرحة تهليلا بقدوم مهرجان الصحراء الدولي بدوز من خلال فقرات تنشيطية تضمنت فنون شعبية وعروض للصناعات التقليدية واستعراض راقص لمجموعة من الفرسان بالاضافة الى شاشة عملاقة تبرز عروض من الذاكرة للمهرجان وتسجيلات من للشعر الشعبي.
هذه التظاهرة حضرتها وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر ووزيرة السياحة سلمى اللّومي، على هامش الدورة الثامنة والأربعون لمهرجان الصحراء الدولي بدوز عقدت الهيئة المديرة للمهرجان بإدارة الأستاذ الشريف بن محمد ندوة صحفية لابراز أهمية هذا المهرجان في تدعيم السياحة الصحراوية خاصة وابراز أهم الفقرات والبرامج المزمع احداثها من 24 الى 27 ديسمبر الجاري.
فهذه التظاهرة هي حدّ للظروف القاتلة التي يمر بها قطاع السياحة وفي نفس الوقت هي متنفس من الثقافة الصحراوية، رغم هذه الأهمية التي يكتسيها هذا المهرجان إلاّ أنه ذاق الأمرّين وعانى طويلا من انعدام الإمكانيات المالية ومن اهمال الجهات الرسمية ممّا ترتّبت عنه مشاكل هيكلية وإدارية وتقنية ومالية إذ تراكمت عليه الديون التي نجحت الهيئة السابقة في تصفيتها بشكل كامل تقريبا . ويطالب اليوم الناشطون في المجتمع المدني والفاعلون الثقافيون بتأسيس جمعية مستقلة للمهرجان حتى لا يسقط في التجاذبات السياسية ويعود الى المربع الأوّل.
ونظرا لتزامن فعاليات هذا البرنامج مع اليوم العالمي لحقوق الانسان وحصول تونس على جائزة نوبل للسلام، قرّرت الهيئة المديرة للمهرجان الخروج بهذه التظاهرة من فضائها الزماني والمكاني بإقامة خيمة بشارع الحبيب بورقيبة للدعاية الاشهارية والتعريف بمميزات هذه التظاهرة، كما قدمت الهيئة فقرات تنشيطية بالمعاهد الثانوية بالجهة وبالمنطقة السياحية.
وأكّد مدير المهرجان الشريف بن محمد أنّ هذا المهرجان قديم متجدّد، فقديمه يتمثّل في الفقرات الشعرية والفروسية بينما جديده في هذه الدورة فيتمثّل في تقديم عرض ملحمي فرجوي ضخم بساحة حنيش في اليوم الافتتاحي للمهرجان ويومه الختامي تحت عنوان «ثورة الصحراء» إضافة إلى مشاركة أكثر من 500 مشارك في فقرات هذا العمل الملحمي.
وأضاف أنّ برنامج المهرجان يتضمّن فقرات متنوعة: لوحات من الانغام وعروض تراثية ورحلات بالدراجات الهوائية وعروض للأكلات الشعبية وفضاء لمتحف الصحراء ويتضمن البرنامج مجموعة من الفقرات منها ندوة علمية بعنوان التجديد البيداغوجي بالتعاون مع جمعية الجودة في التربية ومعرض للفنون التشكيلية والصورة الفوتوغرافية بدار الثقافة محمد المرزوقي التي تحتضن يوميا المسابقة الشعرية إحدى الفقرات التي صنعت شهرة المهرجان كما ستحتضن لقاء مع الكاتب الصافي السعيد حول التنمية الثقافية ولقاء مع الروائي شكري المبخوت وحفل توقيع لروايته «الطلياني» وندوة علمية حول التواصل مع الأصم لغة الإشارة في المكتبة العمومية بدوز الجنوبية أما السهرات الفنية فهي موزُعة بين الفنان بلقاسم بوقنة والمطربة الليبية أسماء سليم وعرض للكوميدي لمين النهدي في «ليلة على دليلة» والمطرب الشعبي وليد التونسي.
وقال الأستاذ الشريف بن محمد أن هذه الدورة محضوضة ومتميزة مقارنة بسابقيها لأنّ هناك دعم مالي من وزارة الثقافة التي أضافت خمس آلاف دينار لتصبح المنحة 65 ألف دينار وكذلك وزارة السياحة التي ضاعفت المنحة من 100 ألف دينار إلى 200 ألف دينار إلى جانب دعم المندوبية الجهوية للثقافة والبلديات والسلط المعنية وذلك للنهوض بمهرجان الصحراء الدولي بدوز بصفة خاصة وبقطاعي الثقافة والسياحة بصفة عامة بمبلغ 350 ألف دينار كمتنفس له ولمبدعيه لضمان الاستمرارية والصمود والتفرغ لإعداد البرامج وتكوين الهيئة المديرة.
وأشار مدير المهرجان أن هناك وفد فرنسي كبير سيحلّ يوم 26 ديسمبر للمؤازرة والتأكيد على أن الجنوب ليس بمنطقة حمراء بل هو مكان يطيب فيه العيش، إضافة إلى وفود أخرى من إيطاليا ومصر والجزائر وليبيا والمغرب والأردن.
كما صرّح المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث بولاية قبلي حسين الأحول أنّ الإضافة في هذه الدورة تتوجّه في إقامة سهرات ليلية لشدّ السائح وجلب اهتمامه.
هاجر عزوني
تصوير عبد المجيد ثابت