قررت عدّة قنوات تلفزية مصرية و هي على ملك شركات خاصة الغاء عرض المسلسلات التركية و بررت القرار بسبب موقف رئيس الحكومة التركية العداءي للسلطة المصرية و تعدد هجوماته على الحكومة الحالية .
و عندما نعود إلى واقع النشاط التلفزي نكتشف أن أصحاب بشركات الانتاج التلفزي لم يتوقفوا عن تذمرهم من منافسة المسلسلات الأجنبية على القنوات المصرية بل إنهم في وقت من الأوقات ضاقوا ذرعا بمنافسة المسلسلات السورية في التلفزات العربية و أكدت عدّة جهات انتاجية أن الأعمال الفنية المصرية أصبحت تجد صعوبات في الترويج أمام نجاح المسلسلات السورية .
و مهما أعطيت من تفسيرات فالمصلحة المادية مطغى على كل الجوانب الأخرى و هنا تختفي مصطلحات الفائدة الثقافية لأن الانتاج الفني يتطلب مصاريف و هذه لا تأتي بالعبارات الديبلوماسية و لا بالأماني .
و لتأكيد التشبث بالعائدات المالية قبل كل شيء ألاحظ أني حضرت صدفة في مكتب رئيس نقابة السينمائيين في مصر الأستاذ منيب الشافعي حين طلبت منه مجموعة من المنتجين السينمائيين و أصحاب القاعات الحد من عرض الأفلام الهندية بالقاهرة و اقترحوا أمام ميول المتفرجين و تعليقهم بالأفلام الهندية أن يعرض أي فيلم كل شهرين على أقصى تقدير .
كان ذلك خلال شهر ديسمبر 1979 و لمّا سألأت المنتج محمد رمزي عن سر هذا الطلب الملح أجاب بأن الأفلام الهندية أذاعت و أضرب بالانتاج المصري . بطولة مطلقة لعادل إمام و كان فيلم « المحفظة معايا « .
هناك خفايا وراء اتخاذ عدّة قرارات … لا دخل للوطنية فيها !
محمد الكامل
