و كأنه اعلان حرب شدد وزير البيئة في مطلع السنة الجارية على منع تداول الاكياس السوداء للأضرار الجسمية التي تلحقها بالطبيعة و ركز حملته على خطورة تلك الأكياس و كأنها الخطر الوحيد الذي يهدد الأرض و الأجواء و جاء اول مارس و سارعت الفضاءات التجارية إلى اخفاءها و عرض مجموعة أخرى من الأكياس على الحرفاء و لكن بأثمان متزاوية و في الأماكن الأخرى بقيت الأكياس السوداء كالعادة و كانها غير معنية بالخطر الذي تتسبب فيه للطبيعة.
و مع الأيام اتضح أن الفضاءات التجارية الكبرى جعلت من تجارة الأكياس مصدر ربح لأن المواطن في الأيام العادية يتوجه في جل الأحيان إلى تلك الفضاءات صدفة أو فجأة أو تحت الحاح الحاجة أي أنه لا يحتاط لأخذ كيس من منزله و بالتالي فهو مضطر لشراء كيس من نفس المكان و هذا ما يلاحظه العائدون من عملهم حين يضطرون إلى شراء شئ ضروري و بالتالي زيادة في المصاريف التي هي في الأصل جد مرتفعة.
مع العلم أن الفضاءات التجارية أعلنت حين نشرت حساباتها انها سجلت أرباحا محترمة في حساباتها بالنسبة للسنة الفارطة و سواء عن حسن نية أو بسبب ضبابية الرؤية فإن وزير البيئة زاد في ارهاق جيب المواطن و ساهم في زيادة أرباح الفضاءات التجارية أي أن المواطن الكادح دائما على موعد مع المعاناة و الأستغلال ..
محمد الكامل