أكد محافظ البنك المركزي السيد “مروان العباسي” خلال لقائه برئيس الجمهورية يوم أمس، أن المالية التونسية ستكون في وضع أفضل، في حالة الحصول على التمويلات التي وعدتنا بها الدول الصديقة.
و أكد العباسي أن الممولين الدوليين بصدد الإستجابة لمطالب تونس شرط وضوح الرؤية و الأهداف المرسومة.
و من المنتظر أن يتم استئناف النقاشات مع المنظمات الدولية خلال الفترة القادمة.
هذا و خاض محافظ البنك المركزي في وضعية البنوك، و كيفية تمويل الإقتصاد بالإستناد و الإعتماد على القطاع البنكي..
يبدو أن السيد “مروان العباسي” متفائل جدا، من خلال تأكيده على قرب انفراج الأزمة، علما و أنه كان للبنك المركزي بلاغ صدر منذ أسابيع قليلة، جاء فيه وصف للوضع المالي الحرج و الكارثي في تونس.
فهل يمكن أن تنتهي الأزمة المالية بهذه السهولة و السرعة؟
يبلغ الحجم الجملي للقروض التونسية 109 مليار دينار، و هو مبلغ ضخم جدا و مخيف، يجعل من تجديد الإقتراض أمرا صعبا و خطيرا، لذلك تم التوجه للدول الصديقة و خاصة دول الخليج، التي قد تكون الحل الأقرب لضخ الأموال نحو تونس في شكل قروض أو ودائع…
و كانت المملكة العربية السعودية قد منحت قروضا لباكستان، كما أقرضت الإمارات مصر.. فلما لا تُقرِضُ هذه الدول تونس للمساعدة على تجاوز الأزمة و زيادة تمتين العلاقات؟
و لكن رغم الطمأنات و الرسائل الإيجابية التي بثها محافظ البنك المركزي، إلا أننا لا نعلم ما إن كانت هناك مفاوضات رسمية و جدية مع دول الخليج في اتجاه الإقتراض منها!
من جهة أخرى يمكن اتخاذ توجه و منحى جديد، بإنعاش المشاريع المعطلة في الجهات، و هي مشاريع قادرة إذا ما تم استئنافها على إعادة شيء من التوازن المالي للدولة، في انتظار إيجاد حلول أعمق و أكثر نجاعة و فاعلية.
بلال بوعلي