جريدة الخبير

مركز إصلاح الأطفال بالمروج نموذج المركز الناجح

 مع تنامي ظاهرة السرقة  النشل و البراكاجات  في تونس خاصة في الفترة

الأخيرة أي منذ اندلاع الثورة و استفحالها في المجتمع التونسي إذ أصبحت عمليات النشل و البراكاجات تقريبا تحصل يوميا عديد المرات و أصبحت أخبارها تشنف الأذان في كل حين  وكذلك صارت بالنسبة للمواطن التونسي الغول الذي ترتعد له الفرائص عند ذكر أي خبر عن عملية براكاج وقعت لآي مواطن في كامل تراب الوطن . وعند التعمق في الموضوع لمعرفة من المتسبب في هذه الجرائم التي تصل إلى حد موت الضحايا في بعض الأحيان نجد نسبة كبيرة من النشالين أو أصحاب عمليات البراكاجات هم من الأطفال القصر الذين مازالوا بعد لم يبلغوا سن الرشد من الجنسين دون استثناء. ودون الدخول في تفاصيل هته الجرائم و من المتسبب الأول فيها و مسؤولية من سنحاول كشف مصير هؤلاء الأطفال بعد ارتكابهم هذه الجرائم و أين يقضون فترة العقوبة السالبة لحريتهم…

مركز المروج لإصلاح  الأطفال هو احد المراكز التي تستقبل الأطفال الجانحين و المارقين على القانون إذ يعتبر هذا المركز من اكبر مراكز الجمهورية في طاقة استيعابه للأطفال كما يعتبر مركز نموذجي باتم معنى الكلمة و يعتبر مدرسة لتأهيل الأطفال وهذه التسمية تعتبر الأقرب و الأصح نضرا لدوره الفعال و الناجع في جميع أعماله و تدخلاته الإنسانية خلال إقامة الطفل أو حتى بعد مغادرته للمركز إذ تتواصل العناية به و الإحاطة كي لا يجنح ثانية  و يندمج بسهولة في المجتمع الخارجي

مركز إصلاح الأطفال بالمروج  حاليا به قرابة المائة طفل من أعمار متفاوتة دون ال18 سنة يتلقون نظاما مدرسيا بحتا شبيها بأي نظام لمدرسة داخلية بالمبيت  داخله لا يشعر الطفل بأنه حبيس مؤسسة سجنيه بل بالعكس يجد من العناية و الحنان ما لم يجده داخل أسرته المربين هناك إطارات سامية بإدارة السجون و الإصلاح يتعاملون مع الأطفال بكل محبة و حنان من السيد المدير العام إلى المربي الحارس ولا تنطبق عليهم كلمة ( أعوان ) كلهم   مجندون لخدمة الأطفال ليلا نهار و الشيء اللافت للانتباه هو أنهم يتواصلون معهم بزي مدني يجعلك لا تعرف الرتب أو من المدير منهم و كل هذا يدخل في باب الحرص على التقرب أكثر من الأطفال و جعلهم يرتاحون في التعامل معهم زد على ذلك بالمركز عدة أنشطة متنوعة  منها الثقافية الترفيهية مثل المكتبة و قاعة العاب مجهزة بأحدث الألعاب الرقمية و غيرها إلى جانب قاعة الإعلامية كما انه للتكوين المهني الدور البارز في نشاط المركز و من أولوياته المطلقة إذ نجد عديد الورشات مثل الميكانيك والكهرباء الحدادة النجارة و حدادة الاليمنيوم و الحلاقة  يشرف عليها مربين مختصين في ميادينهم  يعلمون الأطفال كل حسب رغبته و ميولاته المهنية فيما يريد التخصص مشفوعة بشهائد تكوين تمنح لكل طفل من طرف وزارة التكوين المهني و التشغيل إذ هناك اتفاقية تعاون بين وزارة العدل ومنها الإدارة العامة للسجون و الإصلاح في الغرض  . طبعها دون أن ننسى الجانب الرياضي الهام  و المسرحي كذلك إذ توجد بالمركز ملعب كرة قدم و أخر لكرة السلة كما بالمركز قاعة مغطاة مجهزة باحدث التجهيزات اللازمة لمثل هته القاعات قل ما تجد مثلها عند نواد مدنية ….و من هذه القاعة تحصل فريق نادي ألكارتي لمركز  السجون و الإصلاح  بالمروج على ميداليات مشرفة جدا في دورات مدنية مثل التي صارت بالحمامات في فترة سابقة (الدورة المغاربية لرياضة الكاراتيه )   كما لهم فريق مسرحي شارك في افتتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها الأخيرة و نالوا شهادة شرف عن مشاركتهم التي أبهرت الحضور من عالم التمثيل و المسرح

إلى جانب كل ما ذكرنا يجب التنويه بالدور الريادي التي تقوم به عامة الإدارة العامة للسجون و الإصلاح و من خلالها مركز إصلاح الأطفال بالمروج التي تجدها حريصة كل الحرص على القيام بواجبها التربوي  قبل كل شيء ثم يأتي الإصلاحي بدرجة ثانية فمع كل ما ذكرناه نجد عديد الأنشطة المتنوعة على كامل العام و لا تقتصر على مناسبة دون أخرى مثل الرحلات الترفيهية الى داخل المدن التونسية و زيارة المتاحف و المعارض

   

سامي غابة

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *