مرت يوم 24 أفريل الماضي الذكرى 21 لرحيل الممثل محمد بن علي في صمت رهيب أي لم يتذكره المهتمون بالميدان الفني بينما كان العديد من الأصدقاء و المعارف و كان من الذين إلى الآن تحتفظ مكتبة التلفزة أعمالا اشترك فيها … ومع الأسف أصبحت الذاكرة في حالة مدّ و زجر ربما مع الاضطراب العام في أحوال الدنيا … كان محمد بن علي ممثلا قارا بفرقة الإذاعة للتمثيل إلى جانب نشاطه في جمعية المسرح الشعبي بإدارة الراحلين عبد العزيز العروي و عبد المجيد بوديدح التي تقدم مسرحيات اجتماعية ضاحكة لعل آخرها في نهاية السبعينات (نحب نعرس) مع كافة ممثلي فرقة الإذاعة مثل جميلة العرابي و عبد السلام البش و خديجة بن عرفة و عز الدين بريكة (شناب) و الحبيب بالحارث و ممدوح و غيرهم و كان ممثلا قارا في كل التمثيليات التي أنجزتها التلفزة إلى جانب الشهرة الواسعة التي اكتسبها من مسلسل (أمي تراكي) في دور علولو و كان مهتما بالصحافة الفنية و صاحب مكتبة ضخمة فرطت فيها عائلته مباشرة اثر رحيله و كان يستعد لانجاز مجلة تلفزية مصورة مع المرحوم حسن بوزريبة بعنوان (مجلة الضحك) و اشتهر بشبكة معارفه الواسعة في الشرق و راسل بعض المجلات الفنية مثل مجلة (الفن) لعبد الشافي القشاشي … في رحلاته إلى مصر في الماضي من أولويات الزيارة الاتصال بالشخصيات التي عرفها بتونس مثل زكي طليمات و يوسف وهبي و يحي شاهين و محمد عبد المطلب و شفيق جلال و كان وراء أول حفلاته بتونس في الخمسينات و شهرة أغنية (اش لوننا) امتلك أكبر أرشيف فني يؤرخ للنشاط الثقافي في تونس من مجلات و كتب و صور نادرة ضيعته عائلته في فتر الحداد
رحم الله محمد بن علي الممثل و الصحفي و المثقف و الإنسان و الوطني …
محمد الكامل