بث السيد “لطفي المرايحي” مقطع فيديو على حسابه الخاص بموقع فايسبوك تحت عنوان “بعد الإجراءات الجديدة الّي خذاتها وزارة الصحّة لازم نتوقفو عندها و نتساءلو: شعملنا ووين ماشين؟”.
و عليه فقد دعا الدكتور المرايحي إلى ضرورة التوقف عند الإجراءات التي اتخذتها الحكومة و خاصة وزارة الصحة، حيث أن التعاطي مع هذه الأزمة منذ بدايتها، لم يكن تعاطيا سليما بالمرة! لتصبح الكورونا بمثابة الكابوس اليومي الذي يؤرق راحة الناس، لذلك نجدهم يتعلقون بأي بصيص أمل، خاصة و أن فترة الحجر الصحي الأولى حملت معها العديد من الأكاذيب و المغالطات، التي تفيد بأنه سيقع السيطرة على الفيروس.. و لكن الدكتور المرايحي يؤكد، بأن العدوى ستنتشر بين الناس لا محالة، و هذا ما يثبته العلم و المنطق لا السياسات البائسة! و عليه لم يكن لزاما علينا إغلاق المدارس لأن الفيروس لا يصيب الأطفال، لذلك كان على الحكومة أن تبين للناس و تحدد لهم الشرائح البشرية التي يصيبها فيروس الكورونا، بدل الدخول في التعميمات اللا معقولة… و هنا يقودنا السياق إلى استنتاج واحد، و هو أننا تعاملنا مع هذه الكارثة بدون منطق سليم.
لا تتعدى الكورونا كونها جائحة طبيعية.. ذات مسار محدد، و في حالة غياب تلقيح ناجع، فإن الفيروس سينتشر بشكل كبير، و هذا ما يحدث في الوقت الراهن.. و بالتالي فالشعب التونسي قريب جدا من تحقيق المناعة الجماعية، خاصة و أن التحاليل التي تم إجراؤها للناس في الشارع، تثبت بأن 50% منهم حاملون للفيروس، و هذا يعني أننا و الحمد لله اقتربنا كثيرا من التعافي دو حاجة للتلقيح.
أما عن مسألة ارتفاع الوفيات، فهي تنحصر في الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة جدا، لهذا يجب أن لا نخيف الناس بتصاريح من قبيل “وفاة كل نصف ساعة!!!” لنجد الجميع يسارعون إلى التلثم بالكمامات، ضنا منهم أن هذا سيقيهم الإصابة و الموت، و هذا التفكير غير منطقي بالمرة… و لنا على هذا مثال و هو الشعب الألماني الملتزم، الذي سجل البارحة ما يقارب ال876 وفاة.. و هم شعب يلتزم بالكمامة و التباعد الإجتماعي. و بالتالي فالذنب الحقيقي يتمثل في سوء إدارة الأزمة.
نحن أمام وباء يستحيل في إطاره تجنب فقدان الناس، و هذا بالفعل ما حدث و يحدث في جل بلدان العالم. و بالتالي يكمن سوء الإدارة الحالي في فرض الحجر الصحي في تونس، في حين أننا اقتربنا كثيرا من تحقيق المناعة الجماعية، و هذا الفعل يضر كثيرا بأطفالنا الذين تم حرمانهم من التعليم، و هم فئة لا يصيبهم الفيروس. و عليه فالكابوس الحقيقي هو الجهل و سوء الإدارة و ليس الكورونا، خاصة و أننا قريبون جدا من تحقيق المناعة الجماعية.
خلاصة الكلام أن المتعاملين مع هذه الجائحة لا يفقهون منها شيئا، ذلك أنه من الغريب التعويل على تحسين الظروف عن طريق فرض الحجر الصحي الشامل! علما و أن هذا الحجر لن يقضي على الفيروس، و لن ينفعنا في شيء سوى أنه سيزيد الوضع العام للبلاد سوء.
نحن في حالة حرب لذلك يجب أن نقاتل بشجاعة، و نتحمل الخسائر البشرية بشيء من القوة.. و لكن للأسف ابتلينا بأناس غير مؤهلين للقيادة، و هذا ما يفسر سوء وضع البلاد و العباد، حيث تم إنهاك هذا الشعب على جميع المستويات.
كان يجب علينا أن نسير جنبا إلى جنب مع هذه الجائحة، التي سيكون مصيرها الإنتفاء و التلاشي، لأننا نتجه لا محالة نحو تحقيق المناعة الجماعية، و ذلك دون حاجة للتلاقيح. أما ما نشاهده من بث للخوف في قلوب الناس فليس إلا تهويلا و تضخيما، لأشياء بسيطة و عادية، يجب تقبلها بالعقل و المنطق، لا الخوف و الرهاب!!
في الختام دعا الدكتور المرايحي إلى التماسك مبشرا بقرب انفراج الأزمة.. فماذا لو كان المرايحي محقا؟؟ و إن كان كذلك فإن ما تسلكه الحكومة التونسية من طرق قصد الإصلاح، سيؤدي بنا إلى السقوط في قبر جماعي.
يبدو أن الدكتور المرايحي محق تماما في كل تصريحاته، ذلك أن تجربة العزل الأولى لم تنجح في الحد من العدوى الفيروسية، أو جعل البلاد تتجنب ما وقعت فيه من كوارث.. بل نهشت اقتصاد الدولة وزادت في انتشار المرض، زد على ذلك الإساءة للتلاميذ و الطلبة من خلال منعهم من الدراسة و التعلم، هذا عدا تضرر جل القطاعات الحيوية في البلاد من الإقتصاد إلى السياحة.. و هذا بشهادة جميع المتضررين الذين لم يستطيعوا تعويض خسائرهم، بل نجد مؤسسات و فنادق و مشاريع تجارية قد أفلست تماما… فلماذا نعمد من جديد إلى إغلاق مرافق البلاد؟ علما و أن هذه التجربة فشلت من قبل، و لم تقدم شيئا سوى أنها زادت الوضع سوء فوق سوئه.
بلال بو علي