هو فنان عَوَّدَنَا و َتَعودنَا منه على الطابع الطربي الرصين، منذ أن شَبَّ على الموسيقى و الغناء… و لكن بوشناق اليوم شيخ المراهقين، ليس بوشناق الأمس سيّد الفنانين!
زيادة عن كونه مغنيا، فهو أيضا ملحن و عازف متمرس على آلة العود، و يُعتبر أحد أفضل الملحنين والمطربين في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و العالم العربي كافّةً… وقد أُطلِقَ عليه في تونس اسم “بافاروتي”. كما أنه سجّل حضورا بارزا في المسلسلات التليفزيونية التونسية و الأفلام مثل مكتوب و الصندوق السحري و نوبة… بدأ العملاق لطفي بوشناق مشواره الفني بأداء أغاني كوكب الشرق “أم كلثوم” و سادة الأغنية المصرية، ثم انضم إلى فرقة الموسيقى التونسية في المدرسة الرشيدية كأول عازف منفرد.
باختصار تاريخه حافل بالإنجازات العظيمة كفنان و مطرب و ملحن و عازف من طينة الكبار… تميز منذ صغره في أداء الموسيقى المصرية الكلاسيكية، كما أنشد العديد من القصائد و الأغاني الصوفية و حتى الأوبرا… تميز بوشناق بخروجاث عن الأنماط العادية للغناء، و كان دائما ما يمارس على الأغاني ارتجالات ذات طابع خاص، هو طابع كبير و سيد المطربين لطفي بوشناق الذي لا يضاهيه أحد في ذلك. عمل بوشناق مع كبار الفنانين من أمثال المصري “سيد مكاوي” و العراقي “فتح الله أحمد” والموهبة التونسية الفذّة “أنور ابراهم”…
إن هذا السجل التاريخي المتميز و الخاص جدا جعل من “لطفي بوشناق” أيقونة للفن العربي لا التونسي فقط.. و لكن يا خيبة المسعى يبدو أن هذا الزاد الراقي و المتعفف لأيقونة الغناء التونسية قد آن له أن يتوقف، إذ تحول بوشناق من الطابع الطربي إلى أداء الأغاني السوقية التي لا تصلح سوى للأعراس و مناسبات الختان أو الجلسات الخمرية و ما إلى ذلك.. على غرار أغاية “يا لِلّا وينك”… و هي أغاني بطبيعة الحال لا يمكن وصفها بالسيئة، و لكن أيضا لا يمكن أن تكون لصيقة بمطرب و مغن من طينة الكبار مثل لطفي بوشناق.
بلال بوعلي