
شكرا لتونس و شعبها الأبيّ
و ثورة عظيمة لمن يهتدي
أيقظت بدربها المارد العربي
احميها يا رب بجاه النبيّ
هي تحيّة من شاعر فلسطين الحبيبة “صلاح عاشور” إلى شعب تونس مهد الثورة و الكرامة، كلمات بسيطة لا سرّ فيها إلا الصدق و الحب، حبّ عميق استيقظ فدرّ حنانا.
كلمات غنّتها الفنانة و المطربة الشابة ليلى عزيز بصوت حالم، قادم من الزمن الجميل مسترسل في رفق و لطافة يتردّد في الحواس جميعا، صوت يجعلك تستمتع بأشرف ما في الحياة من طمأنينة و سلام.
لقاء مودّة جمعني بالمطربة ليلى عزيز و التي استقبلتني بابتسامتها المعهودة وبشاشة وجهها فحدّثتني عن ألبومها الأخير خلال هذه الأيام بعنوان “تلقى المحبّة” و الذي يحمل 9 أغاني مختلفة اللون بين التونسي و الخليجي و المصري و اللبناني كذلك وصلتين غنائيّتين من كلثوميّات و أغاني مهرجان الأغنية العربيّة.
كما أشارت ليلى عزيز إلى عديد الأسماء الكبيرة التي تعاملت معها في ألبومها الغنائي مثل محمد رويشد و صلاح عاشور و الناصر صمود و حاتم الغيزاني وبشير لقاني و نجيب المسلماني و حبيب الأسود و حسن محنوش و أحمد داود وياسين زنايقي و إيناس العمري و طوني أبي كرم في أغنية “ما حدى” التي صوّرتها فيديو كليب.
و في سؤالنا عن سبب اختيار هذا الوقت بالذات و نحن نحيي الذكرى الثالثة لثورة 14 جانفي 2011 لانتاج ألبوم “تلقى المحبّة”؟ فأجابتنا ليلى عزيز بكل ثقة:
-رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد اخترت أن أصدر هذا الألبوم من منطلق الواعز الوطني لأنشر البهجة في قلوب التونسيين و هذا ما يعمل من أجله أي فنان تونسي لأن الفنّ رسالة نبيلة نعمل من أجلها لنشر السلم و الطمأنينة في قلوب الشعوب. و هذا لشيء يشرّفني.
و في سياق هذا الحوار الشيّق سألت ليلى عزيز عن مستقبلها الفنّي، فقالت:
-أنا من الناس التي تفكّر دائما في مستقبلها و لم أقف عند حدّ أوّل ألبوماتي بل عملت على انتاج الألبوم الثاني الذي سيكون جاهزا في ربيع 2014 إن شاء الله ولي تسجيل أغنية جديدة في مصر مع منتج مصري معروف كذلك أغنيتين مع محمد رويشد واحدة مصريّة و الأخرى كويتيّة، أيضا هناك مشروع أغنية في فيلم مصري.
تعتبر الفنانة ليلى عزيز من الكفاءات الصوتية الطربية في تونس حيث كانت أول مشاركة لها في مهرجان هواة منزل تميم و تحصّلت على الجائزة الأولى في الأداء الفردي. ثم في مهرجان بوقرنين و تحصّلت على الجائزة الثانية كذلك مهرجان المغرب العربي أغنية خاصة و تحصّلت على الجائزة الأولى ثم كان لها حضور في عديد الحفلات في مصر. و من أبرز الأشياء التي رسخت في ذاكرة ليلى عزيز على حدّ تعبيرها، وقوفها ذات يوم إلى جانب العملاق وديع الصافي و الذي تأثرت بموته كثيرا و حزّ في نفسها فقدان أحد عمالقة الفن العربي.
و للإشارة، مرّت الفنانة ليلى عزيز بتجربة مسرحيّة سنة 2013 و هي متواصلة في 2014 في مسرحيّة عنوانها “بيت بيتهوفن” مثّل فيها علي بن سالم و رزقي بالعوني و أخرجها فوزي الجبالي و كانت كتابة السيناريو جماعيّة و دورها في المسرحيّة كان “مطربة” و هي مسرحيّة كوميديّة تعنى بالفن و الثقافة ككل تبعث ببغض الرسائل على الطريقة الفكاهيّة. و كان أول عرض بدار الثقافة ابن خلدون تونس و لهم عروض بالخارج.
و في حكاية الدعم (الحق و الاستحقاق) و مشاكل وزارة الثقافة مع المبدعين أشارت ليلى عزيز أنها تلقّت بعض الدعم من وزارة الثقافة في 3 أغاني و يعتبر هذا الدعم غير كاف لأن ما صرفته بنفسها على أعمالها لا يظاهي ثلث الدعم خاصّة و أننا نفتقر إلى شركات انتاج كبير يستطيع الفنان التعويل عليهم و لكن مع كل هذا فإن ظهورها في مهرجان الأغنية العربيّة لسنة 2013 أنشأ لها نفسا جديدا لمواصلة السير على هذا الدرب.
و أما عن توقعاتها بالنسبة لصدى ألبومها الأول قالت ليلى عزيز:
-تعاملت في هذا الألبوم مع أسماء كبيرة على الساحة الفنية كذلك مع أحسن الموزعين و أنا أنتظر رأي الجمهور التونسي و ردود فعله و أنا راضية كل الرضى على هذا المولود الجديد كلمة و لحنا و أداءا و توزيعا.
حاورتها صفاء الرمضاني