
لعل من أكبر المكاسب ما بعد 2011 تواجد منظمات في حجم عتيد و أنا يقظ و غيرها من منظمات تدعم المسار الديمقراطي و تساند المجهود الوطني في مقاومة الفساد و الرشوة و دعم الحوكمة الرشيدة.
هذا للتوضيح حتى لا نتهم بالتجني على مثل هذه الجمعيات التي نعتز بها و نعتبرها مقوما من مقومات التنمية في تونس.
لكن يجب أن نعترف أن البعض يعتبر تقارير هذه المنظمات حكما نهائيا باتا، في حين هي في الأصل عملا جمعياتيا يكون أساسا نقطة انطلاق أو قرينة للتقصي أكثر في بعض المواضيع.
و بالعودة الى موضوع مروان المبروك، فالكل يعلم كم من خبير و ملاحظ و رجل قانون اعتبروا مرسوم المصادرة فيه ضيم و ظلم للعديد. فنقبل أن يقع اتهام أناس كعبد الله القلال و عبد الوهاب بن عبد الله بأي تهمة إلا بالفساد.
و قد بينت الأيام في ملف عبد الله القلال ان هذا الأخير يمسك حساباته بطريقة منظمة و لم يترك شاردة و لا واردة إلا و سجلها في دفتره الخاص مدعمة بوثائق قانونية. و عشر سنوات بعد الثورة لم يثبت تجاوزا ماليا لهذا الرجل و لو بمليم واحد.
اما بالنسبة لمروان المبروك فلن أكتفي بشهادة المرحوم عبد الفتاح عمر الذي أكد فيها الخطأ الكبير الذي وقع فيه من أدرج ابن المبروك في قائمة الشخصيات المصادرة املاكهم.
و ما هو معلوم فإن في أواخر ايام حكم بن علي طفى على السطح احداث بداية الخلاف بين مروان المبروك و ابنة بن علي سيرين. و بدا جليا في حفل افتتاح القناة الاذاعية شمس فم كيف انها تتعالى على مروان المبروك. و قد جاء بعد ذلك قرار بن علي الذي طلب جردا في ممتلكات مروان المبروك و عزل ممتلكاته في قائمة عن بقية اخوته. و تبع ذلك مراقبة جبائية لمجمع المبروك ككل. و لعل اهمها تلك المراقبة التي افضت إلى تخطئة بنك تونس العربي الدولي بعشرات ملايين الدينارات.
و بعد احداث 144 جانفي انصفت المحكمة البنك و قامت بفسخ كل الخطايا.
و نعود لمروان المبروك لنشير أنه أيام 12و 13 جانفي 2011 كان مع عائلته في فرنسا و رغم ما شهدته البلاد من اضطرابات فإنه آثر العودة إلى أرض الوطن مع أبنائه و زوجته و لم ينفصل عنها إلا بعد مدة طويلة. وهو اب عائلة مثالي.
طبعا لم نكن لنتطرق للحياة الشخصية لو لم يكن مفروض علينا ذلك لأن الكثير يشرعون مصادرة أملاك مروان المبروك لا لشيء إلا لأنه صهر بن علي.
و الكثير لا يعلم أن الثلاثي أبناء المبروك كل من اسماعيل و محمد علي و مروان حرص ابوهم على تكوينهم و تأطيرهم. و اليوم يعرف القاصي و الداني بالقدرات الذهنية الكبيرة للشقيق الأكبر الذي حول مجمع المبروك الى أكبر المجامع الإقتصادية
طبعا لن نخوض في جزئيات الملفات القضائية فذلك ليس من اختصاصنا، بقي ان نشير إلى أن المجموعة الوطنية يجب أن تتحمل مسؤوليتها إزاء قصر وقع تهجيرهم دون ذنب. فما ذنب محمد زين العابدين ابن الرئيس السابق؟ و لماذا يمنع من دخول الوطن؟ و لماذا منع أبناء زهرة الجيلاني زوجة بلحسن الطرابلسي من العودة؟؟؟
تبدو المصالحة بعيدة و قد اخفقنا في منظومة العدالة الانتقالية التي استعملت لأغراض سياسية و لنثر الرماد على العيون!!!.
أبو فرح
index