جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

لأول مرّة تقريبا:  كلّهم راضون  عن التحكيم  فلماذا لا يكون حكامنا بهذا المستوى دائما ؟

أدار الحكم الدولي هيثم قيراط  مثلما نعلم لقاء الدور النهائي لكأس تونس بين الترجي الرياضي والأولمبي الباجي بحضور عدد محترم من جماهير الفريقين. وبكل صدق وصراحة فقد قام الحكم بواجبه على أفضل وجه حيث لم تفته شاردة أو واردة  من أول اللقاء إلى آخره وكانت تعاملاته مع اللاعبين نابعة من سنوات طويلة من الخبرة والدراية بالمواعيد الكبرى. وبكل صراحة أيضا لم يرتكب هيثم قيراط أخطاء فادحة غيّرت مثلا مجرى اللقاء فلم يظلم الترجّي ولم يظلم الأولمبي الباجي وارتكب في المقابل هفوات تقديرية بسيطة لم يناقشها لاعبو الفريقين الذين كانوا متعاونين مع الحكم وسهّلوا عليه إدارة اللقاء والوصول به إلى برّ الأمان.

هكذا كان هيثم قيراط إذن فقدّم الدليل على أن لنا من المستوى التحكيمي ما يجعلنا في غنى عن التحكيم الأجنبي وأثبت بأن الحكم التونسي إذا أراد أن يكون عادلا وأن يقود لقاءاته بحكمة ودراية واقتدار فهو قادر على ذلك.

وعندما نقول هذا الكلام فلأننا تعوّدنا في السنوات الأخيرة على انتشار الظلم الذي أضرّ بالعديد من الفرق وخدم مصالح فرق أخرى وعلى منظومة تحكيم فاسدة فقدت ثقة الأغلبية وفقدت تقريبا كلّ مصداقية.

ونقول هذا أيضا لأننا ندرك أن الظلم في قطاع التحكيم ” سياسة ” ضربت رياضتنا في العمق منذ سنوات حتى أصبحنا نستغرب ونتعجّب عندما نرى أن حكما أدار لقاء ما بالعدل والقسطاس وكأنّما الظلم هو القاعدة والعدل هو الاستثناء.

وفي هذا السياق لنا أن نلقي سؤالين لا غير:

1 – هل هي مجرّد صدفة أن يتزامن التحكيم الجيّد لهيثم قيراط مع تعيّب رئيس الجامعة الموجود مع منتخب الأواسط بالأرجنتين؟.

2 – إذا كان هيثم قيراط قادرا على هذا المستوى من التحكيم فلماذا لا يكون بقيّة الحكّام الآخرين مثله فيتقلّص الظلم وتعود الثقة في التحكيم من قبل أغلب الجمعيات؟.