في العرف الدولي يمثل مجلس نواب الشعب الجمهورية التونسية وكل موقف يصدر عنه يمثل الجمهورية برمّتها ولهذا يشتد النقاش حول بعض المواقف التي لها صلة بالعلاقات الدولية وتدرس جيدا قبل البت فيها بصفة نهائية ومع الأسف في مرحلة الفوضى التي تمر بها البلاد اتضح أن نواب الشعب لم يستوعبوا طبيعة الدور الذي يقومون به وأخذوا يتصرفون وكأنهم في نادي من النوادي تتعدد فيه النزوات والاقتراحات أو كأنهم في سوق الانتصاب الفوضي وكل فرد يزايد على الآخر… البرلمان مكان محترم من المفروض أن يضم العقلاء والحكماء الذين لا يزايدون على القانون ويحترمون بنوده بكل انضباط ولكن تتوالى المناسبات التي تكشف عن مستوى في حاجة إلى تقويم وتعليم وإرشاد حتى لا يجلب الانتقاد وأحيانا الاستهزاء… هل يعقل أن تطلب نائبة عرفت كعيشة شوهة من النواب أن يتلو فاتحة الكتاب على روح مناضلة جزائرية وهرع ناب رئيس البرلمان إلى القراءة بدون أن يتصرف كمسؤول محترم وبسرعة يتضح أن النائبة تصرفت بطريقة صبيانية وبدون وعي بثقل المسؤولية لأن المناضلة الجزائرية بخير وبسعادة ويجد البرلمان أمامه ورطة ناتجة عن استخفاف ولا مبالاة وإصرار على التمسك بقناع العواصف الإنسانية الرقيقة وعلو درجة النضال بينما هذا كله يدخل في نطاق المزايدة المجانية لإشهار حزبي متطرف معروف في العالم بأسره وكل عواطفه مكشوفة الأهداف الغير إنسانية وأعيدت الكرة صباح الثلاثاء 18 جوان الماضي بمناسبة موت سجين مصري يئن تحت تهم الخيانة العظمى وهذه قضية مصرية داخلية ولكن العواطف الحزبية جعلت القضية حساسة عند المتعاطفين مع ذلك التنظيم المتطرف ولكن هذه المرة عارض التمثيلية عدد من النواب وانطلق النقاش مع محاولة إضفاء طابع الإنسانية على الموقف وسارع نائب الرئيس الذي ترأس الجلسة إلى قراءة الفاتحة مؤكدا الانتماء إلى تنظيم يحاول ارتداء قناع البراءة والإخلاص وفي الأثناء غادر القاعة النواب الذين رفضوا المناورة من أساسها ومبعثها الخبث والكذب وبذلك يسقط قناع النفاق والمغالطة ويؤكد طبيعة التنظيم في التطرف والخداع…ومن المؤسف أن تتسلل الفوضى إلى البرلمان ليتحول إلى سوق الانتصاب الفوضوي.
محمد الكامل