جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

كلمة المشيشي في البرلمان …نواب يعتبرون « مضمونها واقعي وفيه خطاب طمأنة « واخرون يرون انها « لا تتضمن برنامجا حقيقيا «

اتّسم خطاب رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي الذي القاه صباح اليوم الثلاثاء في جلسة منح الثقة بالبرلمان وضمنه برنامج الحكومة المستقبلي ،بالإيجاز والتّركيز على تقديم محاور وأهداف بعينها، وقد اعتبر بعض النّواب الذّين استقت (وات) آرائهم ان هذا الخطاب يعد « مقبولا ويدلّ على الواقعيّة » في حين اعتبره نواب آخرون « مجرّدا ولا ينطوي على برنامج عمل حقيقي بما أنّه صادر عن شخصيّة ليست سياسيّة وتكوينها إداري بحت « .
رئيس كتلة الإصلاح النائب حسونة الناصفي (16 نائب) ،قال ان خطاب المشيشي الموجّه إلى مجلس نواب الشّعب تميّز « بالواقعيّة »، معتبرا أن هذا الأمر يميّز حكومة الكفاءات، الذي يبتعد عن اللغط السياسي وعن اللغة الخشبية التي تعودنا بها، كما ان مضمونه كان منطقيّا وتطرق الى كل التحديات التي تواجهها البلاد.
واعتبر أسامة الخليفي رئيس كتلة حزب قلب تونس (26 نائبا) أن كلمة رئيس الحكومة المكلّف قدّمت التوصيف الحقيقي للوضع في البلاد باعتباره رجل دولة غير مسيّس، وتضمّنت كلمته توصيفا تقنيّا للوضع في تونس « وهو أمر مطمئن »، حسب تعبيره.
واضاف في هذا الصدد إنّ المشيشي قدّم كذلك خطاب طمأنة نحو الأحزاب والنّواب لأنه في النّهاية هو مسؤول أمام مجلس نواب الشعب، مشيرا إلى أن المشيشي « بدا صادقا ولديه نيّة للعمل الجادّ في خدمة البلاد كما ان كتلته ستمنح الثّقة للمشيشي مع التذكير بتحفّظهم على بعض الوزراء.
من جهته قال النائب سمير ديلو (كتلة حركة النّهضة 54 نائبا) أن خطاب المشيشي كان خطاب الحدّ الأدنى، حيث تجنّب الخوض في كلّ النقائص والمطبّات التي شهدتها عمليّة تشكيل الحكومة من قبيل خيار تشكيل حكومة كفاءات مستقلّة وحاول كذلك تجاوز الإرباك الذي حصل الأسبوع الماضي بخصوص بعض الأسماء. وتابع ديلو قائلا : « من الأرجح أنه في الأخير لن يحصل على الثّقة بل سيحصل على أصوات تمكّنه من المرور إلى محاولة تطبيق ما وصفه هو بالبرنامج لكنّه في الحقيقة مجرّد خطوط عريضة لما قد يصبح برنامجا لاحقا ».
و لاحظت النائبة سامية عبو عن الكتلة الديمقراطية (38 نائبا) أن خطاب المشيشي كان « ضعيفا » وهو صادرعن شخصيّة إداريّة تهتم بالجانب التنفيذي أكثر من الجانب السياسي وبالتالي غابت عنه التصوّرات، بالإضافة إلى أن المشيشي لا ينتمي إلى مدرسة سياسية أو فكر سياسي معيّن وهو ما يجعل كلمته تفتقر إلى العمق وتوجهت أكثر نحو تشخيص الحالة التي تعيشها البلاد قائلة في هذا السياق « لا أستغرب هذا الخطاب الذّي يعكس الاختيار الذّي قام به رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد وهو استبعاد الأحزاب من المشهد ».
ولاحظ عصام البرقوقي رئيس كتلة المستقبل(9 نواب) أنه على الرغم من تحفّظ كتلة المستقبل على بعض الأسماء فإنها ستصوّت لصالح الحكومة من أجل ضمان الاستقرار السّياسي، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة المكلّف قدّم تطمينات للتعامل مع الأحزاب والبرلمان بكلّ جدّية.
وذهب النائب عبد اللطيف العلوي عن كتلة ائتلاف الكرامة (19 نائبا) في نقده لكلمة المشيشي ابعد من زملائه حيث اعتبرأنّ « العقل السياسي الذي قامت عليه هذه الحكومة عقل تخريبي وإقصائي للأحزاب ولا يمكن أن يؤدّي إلى أي إنجاز »، ملاحظا أن خطاب اليوم كان موجزا وفيه
تشخيص للوضعيّات التي عليها إجماع لكن الحلول التي قدّمها المشيشي والتي ارتكزت حول مسائل الرّقمنة وإصلاح المؤسسات العموميّة ودعم الفئات الهشّة كانت بسيطة وافتقر خطابه للعناوين الرّئيسيّة للإصلاح والتي كان من المفروض التركيز عليها أكثر من قبيل مقاومة الفساد ومقاومة التهريب والتهرّب الضريبي الى جانب مقاومة التّوريد العشوائي.
وقد أحجم كلّ من نوّاب الدستوري الحرّ وحركة الشّعب من التّصريح بمواقفهم إزاء خطاب برنامج عمل الحكومة الذي قدّمه المشيشي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *