حقيقة أصبحنا في تونس اليوم نستفيق على أخبار عجيبة غريبة ما انزل الله بها من سلطان … فمن فواجع إلى أحداث مؤلمة و مهازل تصير ما كنا نراها أو حتى نسمع بها إلا النزر القليل جدا . أما السباب و الشتائم فأصبحت عادية جدا إلى درجة أننا تعودنا عليها ولم تعد تثير استنكار التونسي عامة و لا تقلقه البتة . أما الإشاعة و أخواتها فأصبحت خبزنا اليومي الذي إن مر يوم دونها أو دون كذب و افتراء فهذا يعتبر الغريب العجيب في وقتنا الحالي.
آخر ما صدر خلال هذه الفترة من إشاعات والتي تعتبر قمة السذاجة و استبلاه العباد هي حكاية القمح المسرطن. هكذا و بدون مقدمات روجت أصحاب النفوس المريضة خبر استيراد شركة تعتبر من أنجح المؤسسات الوطنية في ميدان القمح و تاريخها حافل بالنجاحات منذ تأسيسها. وهنا اسمح لنفسي بتسميتها لأن الإشاعة مغرضة و مقصودة وليست عن حسن نية وهي شركة ” الوردة البيضاء “.
ولولا حكمة وزارة الفلاحة و كيفية تعاملها مع الإشاعة من إجراء التحاليل اللازمة على القمح المورد و التي أثبتت التحاليل و الاختبارات سلامته من أي داء مهما كان نوعه مع بيان شديد اللهجة بالتعامل مع كل من يسمح لنفسه ببث إشاعات مغرضة تنهك فيها كرامة الأشخاص و تمس من مصداقيتهم باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
نعود إلى شركة” الوردة البيضاء ” والتي يعرفها القاصي و الداني بجودة منتوجاتها المتنوعة مما بوأها مكانة رفيعة جدا وهي إلى جانب ترويجها لمنتوجاتها في السوق الوطنية فإنها أيضا تصدر خارج ارض الوطن وهذا وإن دل على شيء فهو يدل على مصداقيتها و جودة منتوجاتها و هي شهادة عامة الناس وليست بإشهار مجاني لها. وأنا اعتبر بأنها ليست في حاجة للدفاع عنها فجودة منتوجاتها وحدها تؤكد ذلك مع العلم بان هذه المؤسسة الرائدة لا ناقة لها و لا جمل في عملية استيراد هذا القمح المزعوم بأنه مسرطن و كان أولى بالشركة التي استوردته أن تقوم هي بالتوضيح….
سامي غابة