جريدة الخبير

قطاع السينما … و عملية اعادة البناء المعقدة ..

منذ فجر الاستقلال اتجهت السلطة إلى الاهتمام بفن السينما و في صلب كتابة الدولة للأخبار و الارشاد تم بعث مصلحة تعنى فقط بالسينما و من مهامها انجاز أفلام وثائقية و تسجيلية و اخبارية و مع مطلع الستينات ظهرت الشركة التونسية للتنمية و الانتاج السينمائي (السابتاك) و تتولى الانتاج و استثمار القاعات و توزيع وتوريد الأفلام و قيادة النشاط السينمائي في البلاد و ساد التفاؤل الشديد أوساط عشاق الفن السابع و ماأكثر الصادقين في ذلك الوقت و ازدهرت “الساتباك” و عرفت مراحل وردية ثم أخذت معاول التهديم و الفوضى و اللامبالاة حتى قضت عليها في أواسط الثمانينات و ذلك بسبب سوء التصرف و انتشار الفساد داخلها و مع الأسف أغلق الملف بدون محاسبة أي كان و لا معرفة من أساء و أثرى و غنم … ثم سادت الفوضى العارمة ميدان السينما في البلاد و بقيت الدولة بمال الشعب تساهم في انتاج الأفلام و لكن بأسماء الخواص الذين يتحصلون على “الدعم” و يطالبون بالمزيد و لا يتذكرون فضل الدولة عليهم و في الأثناء ظهرت شركات انتاج خاصة بمال الشعب و مع ذلك يتباهى أصحابها بإجتهاد و همي و ساد الفساد كل القطاع بداية من مصلحة السينما و اقتصر دورها على تنظيم رحلات مسؤوليها و ساهم الجميع في غلق القاعات و خاصة مصلحة السينما و ازداد الفساد اثر جانفي 2011 و انتشر …

و الآن و بعد أن تغير كل شيء في السينما في العالم من التقنيات إلى المفاهيم نرجو أن يتغير طاقم التسيير في وزارة الاشراف و أن يدخل المرحلة الجديدة التي تعرفها السينما في العالم و لابد أن نغادر منطقة الجاهلية السينمائية بخطة عمل جديدة تتلاءم و الخريطة العامة في العالم … فسينما اليوم لا تشبه سينما التسعينات و على الدولة أن تتخلص من القوالب القديمة التي فاتها قطار التجديد و هي متمسكة بالترقيات و بالرحلات و بالمنح و بأشياء أخرى تسببت في غلق القاعات . و مع ظهور بوادر جديدة أخذت قوى الرجعية في بعث أوهام الشك و رغم قوى الظلام لابد من التخلص من الأصوات الناعقة و العمل على الانطلاق في طرق التجديد و الاجتهاد و الابتعاد عن النفاق و المغالطة لأن الفيلم جعل لكي يشاهده الجمهور لا لعرضه في مهرجان متواضع و الاكتفاء بمقالات اعجاب ثم الاعلان عن النجاح الوهمي و الشفاهي المصطنع لأن الاعجاب وحده لا يصنع الفيلم … و منذ سنوات و الناس تعيش على المغالطات و النجاح و لذا لابد من إصلاح جذري و دماء فوارة جديدة لبعث سينما حديثة.

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *