جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31140935
lexpert.tn@gmail.com

في حين تتخبط الصين و أوروبا في مشاكل نقص الطاقة.. روسيا تستعرض عضلاتها و تعبر عن استعدادها للمساعدة

شتاء قاس و مؤلم في انتظار أوروبا هذه السنة، حيث بلغت المواد الطاقية نهايتها في القارة العجوز، و ذلك بسبب زيادة الطلب على مصادر الطاقة المتنوعة من جهة، وزيادة أسعارها بشكل جنوني من جهة ثانية.

و من المنتظر أن يتواصل شبح هذه الأزمة الخطيرة، في فصل الشتاء القادم، و يبدو أن المؤشرات الأولى تنذر بأنه لا سبيل للانفراج سوى في فصل الربيع!

ويدل انقطاع الكهرباء في الصين وجوبا على أن الإفلاس يهدد مجموعة واسعة و كبيرة من الشركات المنتشرة في جميع أنحاء العالم، و تواجه الصين أسوأ أزمة كهرباء منذ ما يقارب العشر سنوات.. و من أجل إيضاح الصورة و تسليط الضوء على مدى خطورة الوضع و حساسيته في الصين، نؤكد بأن عشرين المقاطعات الصينية قد اضطرت قسرا لتقليل استهلاكها للكهرباء.. التي أصبحت مكلفة جدا بسبب ارتفاع أسعار الفحم في مقابل إصرار الحكومة الصينية على التخفيض في أسعار الكهرباء لمواطنيها… و لا يمكن بأي شكل من الأشكال الضغط على الصينيين بمزيد اثقال كاهلهم بفواتير الكهرباء الباهظة، خاصة في ظل مخلفات فايروس كورون، الذي حطم أقوى دول العالم و أضر باقتصاداتها التي كانت تنعت بالحديدية.

أصبح الصينيون يكافحون للإبقاء على الأضواء منارة، و البعض يفشل حتى في ذلك!

أما فيما يتعلق بأوروبا فتعاني أيضا من شح المواد الطاقية في مقابل ارتفاع الأسعار.. هذا و يقترب برميل النفط من تسجيل أعلى سعر له منذ سنوات طويلة، فخلال أسبوع واحد ارتفع خام البرنت بنسبة 4%، كما سجل أيضا الخام الأمريكي صعودا مدويا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار بيع الغاز بالجملة بنسبة 400%. بالإضافة إلى هذه الزيادات المجحفة تم تسجيل انخفاضات في مخزونات الطاقة و طلب قوي من قبل قارة آسيا.

و نتاجا لكل هذه الضغوطات أصبحت أوروبا في حاجة للغاز الروسي أكثر من أي وقت سابق، و بالفعل عرضت موسكو إنقاذ القارة الأوروبية عن طريق زيادة الإمدادات نحو أوروبا، و تعتبر مثل هذه الصفقة في صالح الدب الروسي 100% لأن أسعار الغاز في هذا التوقيت الحرج قد بلغت عنان السماء.. 

في وقت لا تملك فيه أوروبا أية خيارات أخرى، أو خططا بديلة لتعويض النقص الطاقي، يبدو أنها سترضخ للإملاءات الروسية، حيث إن موسكو لن تقدم الغاز لأوروبا مجانا، بل لا بد أن الثمن سيكون باهظا خاصة سياسيا.

بلال بوعلي 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *