طبعت الفترة التي سبقت الانتخابات السابقة لأوانها بغياب الجدية في المرحلة الاولى من سباق الترشح و فتحت الأبواب على مصراعيها على كل من هب و دب للترشح لأعلى منصب في الدولة و كأنها لعبة جعلت لتسلية الصبيان بينما الواقع يفرض احترام المرحلة الحساسة التي تجتازها البلاد اذ لم يعد الوضع يسمح بضياع الوقت الثمين في ثرثرة واهية لا تنفع أي طرف إلا الأشرار الذين يتربصون لمزيد انهاك البلاد في قضايا جانبية لا تخدم إلا مصالح ألانتهازيين….
وكشفت هذه المرحلة عن طبقة من المغامرين يتطلعون الى أعلى منصب بينما هم في الجهالة يسجنون اذ سقطت عنهم ما يسمى بورقة التوت و جرفهم تيار الاحلام و تصوير المستحيل في لوحة دودة الجرير و ارتدوا درع عنترة في عنفوان عظمته و نسوا أنهم يتحدثون الى خليط من البشريين ساذج و متعلم و متخصص و متشكك… و ما أسهل نقد من سبقتهم و ما أسهل تحقير ما وقع و أكد الواقع المرير أن كل مايقال منذ سنة 2011 مجرد هراء و كلام محتالين استولوا على خيرات البلاد و تركوا الشعب يقاسي و يهذي و حتى أبواب الأمل لأغلقوها في وجهه…
تسابق قوم الجهل و الرجعية في بث وعود بمزيد السعي نحو العودة الى قرون الجاهلة و البؤس و التأخر و متع التفكير و الاجتهاد و بعث محاكم القصاص و اخرون في نوع اخر من العواطف الجياشة أي الانفتاح التام على العرب ؟؟؟؟ و لكن عن أي عرب يتحدثون منذ الخمسينيات و العرب يتبادلون المشاكل و المحن و لم يتمتعوا ولو بفصل قصير في الود و الوئام و تلتقي هذه العاطفة السطحية مع عاطفة الدين ليستغلها المحتالون في أغراض هدامة لا صلة لها بالواقع… ثن يندفع حالمون اخرون بنظريات مستوحاة من تجارب من هنا و هناك و يحاولون ترويجها بشيء من خيط أمل أكد متانة في بلد ما …. و الشيء الذي يزعجني أن متسابقين سابقين في سجلاتهم شهادات فشل مرعبة لهم من الوقاحة ما يجعلهم يعيدون تسويق وعود فاشلة في قوالب حديثة تتماشى و الأجواء العامة…و تناسى اللاعبون في الوقت الضائع أن المسؤولية لها أصول منها الجدية و المقدرة على مواجهة الصعوبات و الطوارئ و أن تونس تعيش في محيط دولي و تخضع لقوانين صارمة و كان على من ورط نفسه في الترشح أن يطالع نصوص القوانين المحلية ثم الدولية قبل أن يهيم الخيال و ينسى الواقع…