يعتبر التشغيل من أهم إستحقاقات الثورة إن لم يكن أهمها بوصفه ينطوي على المقومات الإنسانية الأساسية كالحرية و الكرامة، و قد كان دوماً أولوية برامج الأنظمة السياسية التي تولت حكم تونس ما بعد الإستقلال، طبعاً مع التعليم و التنمية، و كانت النتائج دائماً دون المأمول؛ لعدة أسباب يطول شرحها، و بقي شعار « التشغيل شغلنا الشاغل « يستعمل، لمدة طويلة، في كل الخطب و الملصقات الحائطية حتى استبطنها أللاوعي الجماعي….
و اليوم و قد تحررت القوى الشعبية و أصبحت أكثر وعياً بقدرتها على المساهمة في حلحلة المشاكل، شاعرة بدورها في الإقتراح أو الضغط على متقلد الحكم، تجدها تلجأ إلى التظاهر و تنظيم المسيرات الإحتجاجية و الإعتصامات، مقدمةً حلولاً تراها واقعية و يرونها الحاكمون تعجيزية.
و لعل من أبرز هذه القوى إتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل الذين سوف يجوبون شارع الثورة يوم 28 نوفمبر 2013, ذالك أنه من المتوقع بأن ترفع شعارات رددت من قبل. و إذا إقتصر الأمر على ذلك فقط فسوف يكون تحركاً هزيلاً كسابقيه، لأن إتحاداً يضم مئات الألاف من المعطلين لهم مستوى عال بإمكانه التأثير أكثر على القرار السياسي لو قرر إستغلال طاقات عناصره، كل في ميدانه، لبلورة برامج بديلة في كل المجالات يقع اقتراحها و يمكن أن تصبح يوماً برنامجاً إنتخابياً أو برنامج حكم حتى؛ سيما أن المعطلين من غير ذوي الشهائد سوف يساندوهم حتماً لأن للجميع قضية واحدة.
إن في فوز الإشتراكيين سنة 1981 في فرنسا بمئتي ألف منخرط فقط لعبرة لكل من رام إتباع سبل الإستنباط والتصور الثوري، خاصة إذا كان قد تلقى تعليماً عالياً طور لديه ملكة التمييز و التحليل و الإستنتاج…..
بقلم صالح منوبي