يعدّ ‘كشك الموسيقى’ او ‘الخبّيزة’ كما كان يسميه متساكنو صفاقس، من اهم المعالم التاريخية بعاصمة الجنوب، و يعود تاريخ بناؤه الى بداية القرن العشرين و تحديدا سنة 1903، حيث كان شاهدا على التطور الموسيقي و الفني في الولاية
معلم ذو جذور
و كان متساكنو صفاقس يطلقون عليه اسم ‘الخبّيزة’، حسب المهتم بالتراث بولاية صفاقس زاهر كمون، لان شكله شبيه بنبتة ‘الخبّيزة’ ، اذ تم تشييد قبة الكشك بالخشب و بالقرمود الأخضر حتى بات شكلها يشبه نبتة الخبيزة
و كانت الساحة التي تم فيها تشييد ‘كشك الموسيقى’ تحمل تسمية ‘جيروم فيدال’ في فترة الاستعمار و هو اسم مراقب مدني فرنسي عمل خلال الفترة الممتدة بين 1887 و 1906، و تحمل الساحة الموجود فيها الكشك اليوم اسم ساحة الاستقلال
و الكشك هو عبارة عن ركح في الهواء الطلق مزود بانظمة صوتية و كان يستقبل عروض و استعراضات العديد من الفرق على غرار ‘الجوقة الصفاقسية’ و فرق ‘الصبايحيّة’ التابعة للجيش التونسي في فترة الاستعمار، كما كان مكان تلتقي فيه كل الجاليات الأوروبية و حتى المسلمين و اليهود، حسب زاهر كمون
عودة الحياة الى الكشك
ولإعادة ترميم الكشك وصيانته خصصت بلدية صفاقس 50 الف دينار، وقد اكدت نائبة رئيس البلدية سرين بن عياد ان اعمال الصيانة تاتي لترميم هذا المعلم الذي عرف في السنوات الماضية اهمالا كبيرا وقد استرجعته البلدية من ديوان السياحة بعد ان مقرا لنقابة التوجيه السياحي في صفاقس، وقد اغلق منذ سنوات عديدة مما دفع بعض أعضاء المجلس طرح قضية إعادة احيائه منذ انتخابهم سنة 2018 وتنوي بلدية صفاقس حسب رئيسة لجنة التنشيط الثقافي احياء دور هذا المعلم وذلك بتنظيم عدة عروض موسيقية في الهواء الطلق وتمكين الفرق الشبابيبة من فضاء لتقديم عروضها للجمهور مثلما كان الشأن في عهد الاستعمار او حتى خلال السنوات الأولى للاستقلال
بنايات من خشب
يمثل الخشب أهم مادة لإقامة كشك الموسيقى وكثيرا ما يقام في قلب المدينة او في الساحات العامة وقد انتشر هذا الشكل في القرنين التاسع عشر والعشريين وهو مستوحى من الاكشاك الموسيقة التي كانت تقام في القصور الملكية، وتعود إقامة كشك صفاقس الى بداية القرن العشرين وتحديدا سنة 1903 وهي ذات السنة التي أقيم فيها المسرح البلدي للمدينة الذي دمر خلال الحرب العالمية الثانية في حين تم تدشين قصرالبلدية الحالي سنة 1906…والعديد من معالم الاثرية التي شيدت في تلك الفترة في المدينة تشكو اهمالا منذ عديد السنوات كما بات العديد منها ايلا للسقوط على غرار مبنى شركة صفاقس قفصة غير البعيد عن كشك الموسيقى