إثر العملية الإرهابية الإجرامية شرع في الإعلان من طرف المشرفين على مهرجان السينما أن العروض ستتواصل وظهر البعض وكأنه بطل ومغوار يستعرض عضلاته أمام آلات التصوير وأمام أهل الإعلام ويتغنى بالشجاعة وبالإقدام والتحدّي بينما في الحقيقة أن الجهات هي التي تقرّر كل ما يتعلّق بالأمن ولا تتشاور مع أي كان في القرارات الأمنية ولا يعتبر تواصل العروض السينمائية نوعا من الشجاعة لان الأمن خصص أعوانا لحراسة النزل وأماكن العروض وشدد تلك الحراسة ثم انه من المعروف أن الإرهابي هو جبان وغدّار بطبعه ولا يقترب من الأماكن شديدة الحراسة بل هو يبحث عن الفراغ وأماكن أهملت فيها الحراسة لتنفيذ جريمته.
ومنذ رفع حالة الاستنفار بشارع الحبيب بورقيبة اتخذ الأمن كل الاحتياطات الظاهرة والمخفية وكان على ثقة شديدة من تأمين شارع الحبيب بورقيبة وكل الأماكن الحساسة وكلام وزيرة الثقافة ومدير الدورة نوع من السينما ويبقى الأمن صاحب القرار النهائي لان النتيجة تتحملها ووزارة الداخلية في حالة وقوع حادث ما.
وبعد أن أسدل الستار على هذه الدورة يتمنى أن يكون الجمهور تمتّع حقا بالأفلام وبالسينما بصفة عامة بعد أن حرم منها السنوات طويلة والغريب أن وزارة الثقافة سارعت بميزانية محترمة تنظيم دورة جديدة في حين لا أحد يتحدث هناك عن الاهتمام بالتخطيط لبعث قاعات جديدة ولإعادة إشعاع فن السينما كما كان قبل سنوات … نخشى أن تكون المصالح الذاتية تفرض عدم الدخول في بعث مخطط للتشجيع على إقامة مجمّع قاعات في كل المدن وهذا يتطلب دراية حقيقية بوضعية السينما في العالم.
محمد الكامل