جريدة الخبير

23/01/2023
جريدة الخبير, أخبار الاقتصاد التونسي
31401714
lexpert.tn@gmail.com

عصابات التسول … المسكوت عنها

من أسباب تغول العصابات غض الطرف عنها في البداية و الاستخفاف بخطرها و شيئا فشيئا تكتسب شرعية و تنطلق في بثّ شرورها حتى تتقوى وتصبح صعبة المراس و تمثل خطرا على المجتمع … في فترة الستينات ظهرت مطاردة لظاهرة التسول الناتجة في البداية عن النزوح العشوائي ويرسل إلى دار المسنين بمنوبة الذين يقاسون إعاقة ويعاد إلى جهتهم الآخرون و شاركت في حملة منظمة سنة 1969 كصحفي مع وحدة متركبة من أعوان من وزارة الشؤون الاجتماعية مع أعوان الأمن لمراقبة ظاهرة التسول و التسكع “للدقازات” و كل الذين تمّ إيقافهم أنكروا التسول بل أكدوا أنهم يملكون “السّعي” في “البلاد” و لهم دار و جاؤوا إلى العاصمة لقضاء بعض الشؤون أو لزيارة قريب لا يعرفون عنوانه بالضبط و للأمانة لم يدعي امرأة أو رجل أنه محتاج و يتسول من أجل القوت مثلما يفعلون هذه الأيام و يقع تجميع من يتم إيقافهم في مركز بالوردية ليرسل إثر ذلك كل فرد إلى جهته الأصلية… و إثر سقوط التعاضد كثرت المشاكل الاجتماعية أمام الدولة و تمّ غضّ الطرف عن النزوح و عن التسول لتظهر إثر ذلك لتظهر إثر ذلك إمبراطوريات التسول و تتعدد الأحياء العشوائية حول العاصمة لتطلق عليها (الحزام الأحمر).

وكثر في العاصمة عدد المتسوّلين مع بداية الثمانينات و بدأ الحديث العلني عن عصابات منظمة و أن التسول تحول إلى مهنة خاصة عند اكتشاف حالات حقيقية لأشخاص بعيدين عن شبهة التسول و هم بالفعل يحترفون التسول و منها ذلك الشخص فلان الفلاني يأتي كل صباح على سيارته المرسيدس يضعها في مأوى أجرة و يرتدي ثياب المهنة ثم ينطلق و اكتشف أمره صدفة في حملة أمنية عامة و رغم ذلك تواصل ازدهار التسول و يظهر الازدحام أيام الأعياد الدينية و الجمعة و يهبون جماعات كبارا و صغارا.

و إذا عاد الكلام عن التسول فذلك يعود إلى محاولة تنظيف العاصمة من هذه الظاهرة المسجلة في كل البلدان العربية و الإسلامية رغم ما تبذله بعض الحكومات من مجهودات كبيرة لإعانة الفقراء و مع ذلك هناك من يصر على التسول و خاصة أصحاب الإعاقة الذين يفرون من الملاجئ و يفترشون الرصيف في حالة مزرية … و يروى أن هؤلاء هم أصحاب دفاتر إدخار منتفخة و هذا ليس سرّا… و السؤال هل ستتواصل الحملة أم هي مجرد مناسبة عابرة ؟؟ وليصمت كلّ الذين يدافعون عن الشيطان ويدّعون أن الفقر سبب ذلك…”

محمد الكامل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *