السيد جميل الذيابي : رئيس تحرير صحيفة ” عكاظ ” السعودية
بحسب الأرقام التي تبين حجم التعاون بين تونس و المملكة العربية السعودية، أعتقد أن هذه الأرقام منخفضة جدا في حجم التقارب و العلاقة و المصير الواحد بين البلدين و من المفترض هنا ان تتصاعد هذه الأرقام و خاصة بعد زيارة ولي العهد السعودي لتونس تقريبا قبل ثلاثة أشهر و من ثم زيارة خادم الحرمين الشريفين الى تونس و استباقه للقمة العربية بزيارة قبل انعقادها بيومين هي زيارة تؤكد على حجم هذه العلاقة و مدى الرغبة في تعزيزها و تعزيز الدعم و التعاون المشترك بين البلدين.
و هنا اعتقد ان هذه الأرقام لا تزال ضعيفة و تحتاج فعلا الى عمل كبير و نحن باعتراف صريح هناك تقصير إعلامي سواء من الجانب السعودي او التونسي في كيفية إظهار هذا التعاون و التقارب على مستوى السياسة و على المستوى الاقتصادي .
و في هذا الإطار ، نحن نعرف ان مجلس الاعمال السعودي التونسي انعقد تقريبا منذ سنة و سينعقد في القريب العاجل و قبله كان هناك مجلس اقتصادي و لكن هل فعلا العمل تم على ما يطمح اليه البلدين أو الشعبين؟ و هنا أنا اعتقد انه لا يزال أقل من المأمول و لكن كل الأمنيات بهذه الزيارة و زيارة خادم الحرمين الشريفين في هذه المرحلة و قبل القمة العربية يعزز التعاون و يعززالعمل المشترك بين البلدين لما فيه مصلحتهما فتونس لديها الكثير مما يمكن ان تفعله او تعمله و المملكة العربية السعودية لديها الكثير ايضا و أنا اعتقد ان الرغبة موجودة و التطلعات موجودة و الطموح لدى أبناء البلدين كبير و أتوقع ان هذا سينعكس على الاعلام و تتحول حالة القصور الى حالة من الإنتاجية العملية و التكافئية في العمل الإعلامي .
و مما لاشك فيه انه هناك تحديات و هناك الكثير من المتغيرات و التغيرات فالبلدان يعملان سويا و الزيارات الثنائية بين القادة و الساسة و كذلك الاقتصاديين و الاعلاميين . و هنا اعتقد ان هذه الإشكاليات كانت قائمة و لابد من تذليل هذه المعوقات و الصعوبات طالما انه هناك رغبة من قبل من قبل القادة في البلدين و هو ما يعتبر حل لجزء من الاشكالية.
و اليوم اعتقد انه هناك رغبة و جدية و هذه الزيارات و تكرارها بين القيادات يؤكد على ذلك و أننا نسير على الدرب الصحيح و البقية تتمثل في دور الشعوب التي يجب ان تقوم بدور التكامل تجاه بعضها و المعروف في المملكة العربية السعودية ان السياحة في تونس متقدمة و كذلك المملكة اليوم لديها مشاريع كبيرة و هي تتمحور حول رؤية المملكة 20-30 فالتقنيات المستقبلية في مشروع ” نيوم ” اضافة الى كل الخطوات الجريئة و الجبارة التي تقوم بها اليوم السعودية ليست فقط على المستوى السياسي و غنما ايضا على مستويات اقتصادية و اجتماعية و كذلك تقنية و علمية و ثقافية و نحن بفعل نحتاج الى هذا التكامل و اعتقد أنه كلما اتجه عمل أي بلدين نحو التكامل في ما بينهما ستنجح هذه الخطوات.
و العمل الإعلامي على مدى العقود الماضية او السنوات الاخيرة لا يركز فعلا على القواسم المشتركة التي تجمع الشعبين و البلدين و التي ممكن أن ننطلق من مسارات اكثر رحابة و اكثر قدرة و آفاق مستقبلية و لها انعكاسات مستقبلية ستكون أفضل.
و لاشك هنا ان هذه الرغبة بهذه الزيارات التبادلية الثنائية يبرز الجدية و أصبحت حقيقة على الارض و اصبح واقعا معاشا و نحن في الاعلام يجب ان نعكس هذا الامر و نضطلع بأدوارها نحو تحقيق ما ترمي اليه القيادة و أيضا الى ما يطمح اليه الشعبين.
و هنا أشارك الجميع نظرته التفائلية بمستقبل هذه العلاقة التي ليست بالجديدة و ليست فجائية او قائمة بمحض الصدفة و إنما تعود الى تاريخ 1951 و نحن في الأخير جزء من بَعضُنَا نتشارك في الكثير من الأمور و ايضا في الكثير مما لدينا نطمح اليه.
و منا لا شك فيه ان هذه الزيارة تبني و نحن نبني علاقة مستمرة و الاعلام شريك مهم لإبرازها و لاشك انه يوجد العديد من التحديات التي يحب مواجهتها لقائمة المتغيرات المستقبلية.