استضاف برنامج “L’Expert ” في حلقته السابعة عشر من الموسم الخامس الذي يبث على قناة ” تونسنا ” مجموعة من الخبراء والمستشارين والفاعلين الاقتصاديين للحديث عن تمويل الاستثمار والتجارة في افريقيا وفيما يلي نص الحديث:
السيد رياض عزيّز: رئيس الغرفة التجارية التونسية البلجيكية اللوكسمبرغية
أؤكد في البداية اننا كتونسيين عندما نسافر الى افريقيا نكون في الأمان ومضمومين ومشاكل السلامة والامن التي يتحدث عنها البعض غير صحيحة ولا وجود لها وأريد الإشارة هنا الى لأنه يوجد بنوك ومؤسسات في افريقيا السوداء وافريقيا ما وراء الصحراء بصدد العمل الجاد وتجاوزنا الكثير وإذا كنا سنواصل بهذه الطريقة فان الموضوع لن يطرح مجددا لأننا سنفقد مكانتنا في افريقيا.
وبالنسبة للمشاكل والتعطيلات التي تواجهنا في افريقيا، فاعتقد ان المشكل ثقافي بالأساس فنحن لا نملك رؤية واضحة لأنه لا توجد إرادة سياسية كافية وبالنسبة لموضوع افريقيا او غيرها من المواضيع فيجب علينا التحلي بالشجاعة اللازمة لطرح المشاكل بطريقة أخرى فلا يمكن ان نبقى في الإصلاحات العادية حتى نتمكن من بلوغ نسبة نمو 3 بالمائة.
وتجدر الإشارة هنا انه من الثابت اننا لا نستطيع بالطرق التي استخدمناها منذ 50 عاما ان نصل الى نسبة نمو 10 بالمائة والأكيد هنا اننا إذا أردنا التقدم يجب علينا التحلي بالشجاعة لكي ندرس المشاكل بطرق جديدة وهنا وفي الوقت الذي سيكون لدينا رؤية واضحة يمكننا بدء العمل مع بعضنا.
وبالنسبة لإفريقيا، أتساءل ماذا يمكننا ان نوفر لهذه القارة؟ وماذا تنتظر منا؟ وهل يوجد من سال هذه الأسئلة وحاول إيجاد أجوبة لها ام لا؟ ففي الوقت الذي يجب ان نشخص علاقاتنا مع بقية القارة لم يقم أي شخص بذلك وهل يوجد اليوم هيكل موجه لعلاقتنا وتعاملنا مع افريقيا في الدولة التونسية للأسف لا يوجد.
وللتذكير هنا، اريد القول انه يوجد المئات من المستشارين التونسيين في افريقيا ولكن ارقام الخدمات لا يحتسب ذلك في ميزاننا.
وبالنسبة للمنتوجات او الخدمات، فان مستقبلنا سيكون في بقية القارة الافريقية وليس من محظ الصدفة ان تكون تظاهرة ” ازدهار افريقيا ” مهمة فقد وضعت الحكومة الامريكية مبلغ 60 تريليون دولار لتعبئة القارة الافريقية وهنا نعلم ان الامريكان واعون بالأشياء التي يقومون بها وقد رأينا أيضا اهتمام إيطاليا وبريطانيا وألمانيا والعديد من البلدان الافريقية بإفريقيا ونحن مازلنا نتساءل هل سنتوجه لإفريقيا وسنركّز اهتمامنا على القارة التي نحن موجودون بها أصلا؟
وهنا أؤكد مرة أخرى ان التعطيل يتمثل في التعطيل السياسي اذ يوجد اليوم نوع من الاحتقار ان صح التعبير لإفريقيا وبالتالي لأنفسنا فالمشكل اليوم بالأساس مشكل ثقافي.
والسؤال الجدير بالطرح هنا، هل ان الدولة ستقوم بنداء للإفريقيين لمناقشة ودراسة الإمكانيات التي يمكن ان تضعها الدولة تحت ذمتهم حتى نتمكن من التموقع في قارتنا بشكل نهائي لأنه لا يوجد لدينا اختيار اخر.
وهنا اريد الإشارة الى اننا كغرفة تجارية انتقلنا للعام الثالث على التوالي الى دولة النيجر ومعنا المؤسسات البنكية وخاصة الشركة التونسية للبنك التي تهتم أكثر فأكثر بالتواجد هناك.
وللأمانة هنا، اريد القول ان كل ما يحصل هناك هو من مجهود القطاع الخاص ومن التزام أصدقائنا السياسيين الذين منحونا ثقتهم والمهم هنا ان العمل على افريقيا ما وراء الصحراء يعتمد على القطاع الخاص أساسا للأسف.
وأريد الإشارة هنا الى اننا كالغرفة التجارية التونسية البلجيكية اللكسمبرغية سنشارك من 27 فيفري الى 4 مارس 2020 في ” صالون الساحل ” الذي سيقام بنياما عاصمة النيجر ومشاركتنا هذه السنة هي الثالثة في هذا الصالون وسنشارك بالمساعدة الحيوية للشركة التونسية للبنك وسيرافقنا السيد وزير الفلاحة سمير بالطيب وسيكون بهذه التظاهرة على الأقل قرابة 25 مؤسسة تونسية وهذا الصالون مخصص للبيع وينتظره قرابة 100 ألف زائر.
ونريد هنا خلال ستة أيام التعريف بالمنتوج التونسي في القطاع الفلاحي وتشمل المنتوجات الكلاسيكية كزيت الزيتون ودقلة النور والخضر والغلال وكل ما هو تونسي مائة بالمائة ونريد هنا ان نثبت ان المشاركة في هذا المعرض ستمكن تونيسار وغيرها من المؤسسات من خلق الإمكانيات لخدمة مطارات مثل مطار نياما عمليا ويوميا لأنها بلدان قريبة منا جدا ونتصور هنا ما يمكننا بيعه يوميا من منتوجات طازجة.
ويعتبر الصالون عملية ترويج على نطاق واسع بها على الأقل 25 مؤسسة سنؤثث قرابة 20 جناح وأريد القول هنا انه مازال يوجد مكانان او ثلاثة شاغرة واتوجه هنا بنداء للفلاحين او التجار الراغبين في المشاركة الاتصال بنا والغاية من كل هذا هو تموقع المنتوج التونسي في هذه الأماكن.
وأريد القول هنا ان اختيارنا للنيجر كان لأنه بلد غير ساحلي وعندما تكون في نياما يكون حولك قرابة 300 مليون شخص وإذا اخذنا هنا مثال زيت الزيتون وقمنا بسياسة ترويج حقيقية لزيت الزيتون فاذا استهلك كل واحد كمعدل متوسط على طول السنة واحد لتر من الزيت سنجد 300 طن من الزيت بمعنى ان كل الإنتاج التونسي لا يكفي لنياما.
وأريد القول هنا ان 300 مليون مواطن اغلبهم مسلمين والمسلمون في ثقافتهم نجد زيت الزيتون ودقلة النور موجودة في ثقافتهم وعندما يقال ان النيجر بلد فقير أقول انني أتمنى ان يصبح لدينا متوسط القدرة الشرائية للعديد من الأشخاص في النيجر وخاصة في نيجريا.
واعتقد هنا عندما نتحدث عن الفقر فإننا بأوضاعنا الحالية نعيش الفقر واليوم عندما نذهب الى نياما لن نبقى مربوطين بالنيجر فبجانب هذه الدولة نجد التشاد والبنين وبوركينافاسو ومالي ونيجيريا بمفردها تعد 200 مليون ساكن مع قدرة شرائية ممتازة.
وأريد القول هنا اننا المستشارين التونسيين الذين نعمل عموما على افريقيا لا نأخذ الاحصائيات بعين الاعتبار لأنهم أسواق موازية ونجد 90 بالمائة من السوق موجودة في الاقطاع الموازي فأي احصائيات نتحدث عنها والذي يرغب في اكتشاف البلدان الافريقية يجب عليه الذهاب الى هناك واكتشاف القدرة الشرائية لديهم.
واعتقد هنا انه يجب علينا معالجة قضية او مشاكل السوق في افريقيا ما وراء الصحراء بعين جديدة ويجب ان نكون يدا واحدة ونعمل مع بعضنا البعض لان التطوّر صعب جدا على المستوى الفردي فعند ذهابنا يجب ان نكون في رحلة منظمة مع غرفة تجارية ومع الوزراء المعنيين مع الصحافيين كذلك لأننا اهملنا دورهم في حين انه عبر تغطيتهم الصحفية يتم تحديد الاتجاهات وتشجيع رجال الاعمال الموجودين هناك اذ يوجد أناس يخافون من الذهاب الى افريقيا ما وراء الصحراء وصحيح هنا يمكن ان نجد نوعا ما من الخطر ولكن في العموم ال 54 بلد افريقي يوجد بها الكثير من العمل وكلها فرص كبيرة بالنسبة لعملنا.
وهنا اريد القول ان مستقبل تصدير المنتوجات الفلاحية يتوقف على كيفية تموقعنا في القارة الافريقية.
وفي الختام، لابد من الإشارة الى ان الإرادة السياسية امر لابد منه فنحن بحاجة الى رؤية افريقية وهذه الرؤية مفقودة.
واعتقد هنا ان الحكومة تقوم بعمل كبير في العديد من الميادين ولكن على مستوى افريقيا يوجد نقص كبير وقد بدانا العمل وقمنا بمهمات مع رئيس الحكومة في النيجر ومالي وبوركينافاسو وتركنا الأمور على ماهي عليه واليوم قد حان الوقت لإعادة التنظيم اذ لابد من تطوير وتحديث الأوضاع العمومية لذلك نحن بحاجة الى هيكل موجه لأفريقيا إذا أردنا النجاح.