جريدة الخبير

شيخ النهضة يقِفُ على رَبْوَةٍ عالية و يُرسل بِأتباعه إلى المحرقة!

على اثر زيارة الغنوشي إلى جماعة “مواطنون ضد الإنقلاب” الذين دخلوا في إضراب جوع احتجاجا على إلغاء الدستور و المسّ من الديمقراطية، و هي أبرز القضايا المتعلقة بهم و التي يرون أنها اعتداء على حرمة تونس و التونسيين منذ قرارات 25 جويلية… نتساءل عن الأسباب التي منعت الشيخ راشد الغنوشي من الإلتحاق بهؤلاء المعارضين و مشاركتهم في اضرابهم و مقاسمتهم ألمهم و نضالهم؟

و في هذا الصدد نلفت الإنتباه إلى أن الغنوشي لم يدخل السجن سوى مرة واحدة في أواخر الثمانينات، ما عدا ذلك كان من منتهجي سياسة النعام، إذ يكتفي بدفن رأسه في الرمل، و يترك أتباعه يحترقون دفاعا عن الحزب و مبادئ الحركة و النضال الوطني… أما مغادرته التاريخية لتونس أيام الراحل زين العابدين بن علي، لم تكن حسب الكثيرين نفيا لِمُعَارِضٍ شجاع وقف في وجه النظام القهري، بل كانت صفقة تم من خلاها تهريب الغنوشي بطريقة ملتوية عبر الحدود الجزائرية، تاركا أتباعه بين قبضتي بن علي في تلك الفترة.

إن كل هذه الحقائق الصارخة تجعل من شيخ النهضة، بطلا من ورق يكتفي بحشد الناس و التضحية بهم، في حين يقف هو متفرجا على آلام التونسيين الذين لم يذنبو في شيء سوى أنهم آمنوا بمبادئ وهمية صَدَّرَهَا لهم الشيخ الأكبر دون أن يشاركهم فيها!

عبد اللطيف بن هدية

index

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *