المناطق الخضراء، المناخ الطبيعي، المحميات الايكولوجية، كل هذه الموارد الإقتصادية شدت أنظار العالم. ودفعت بالعديد من الدول التفكير في الإستثمار بها… تركيا واحدة من هذه الدول التي اختارت تونس لكي تكون لها شريكا فاعلا. هنا في هذا الحوار الحصري الذي جمع “البيئة نيوز” بسفير تركيا بتونس، عمر فاروق دوقان، يؤكد أن تونس بوابة إفريقيا في الطاقات المتجددة… إليكم التفاصيل.
- كيف تقرؤون العلاقة الاقتصادية التونسية التركية ؟
في البداية، دعيني أقول لك أن تونس وتركيا تجمعهما نقاط تشابه كثيرة. فتركيا لها موقع إستراتيجي هام جدا على مستوى تزويد الدول القريبة منها بالطاقة الاستهلاكية ( 820 مليون مستهلك من اوروبا و5.2 مليار مستهلك من الصين والهند وروسيا). في حين لتونس تمركز جيواستراتيجي تتدفق إليه السكان من كل جهة. فمن المنتظر أن تشهد في غضون 2030، قرابة 2,1 مليار ساكن، وهذه مؤشرات إيجابية تعود بالفائدة على الإقتصاد الوطني. علاوة على ذلك، للدولتين تقارب في الحضارة والعادات والتقاليد والثقافات. والأحداث… كل هذه النقاط تجعل المقاربة بينهما”Gagnant- Gagnant.
في إعتقادكم، كيف يمكن تعزيز هذه المقاربة ؟
تجدر الإشارة الى أن الظروف والأحداث التي عاشتها الدولتين منذ سنوات، عطلت مسار الشراكة بينهما. لكن تم تجاوزها، حيث تم تعزيز هذه الشراكة على مستوى تقديم تمويلات وهبات لإنعاش الإقتصاد التونسي، وإنجاز مشاريع تنموية…غلى جانب ذلك، هناك العديد من المؤسسات والشركات التركية المتواجدة في الجهات الداخلية التونسية.
إضافة الى ذلك، وبعد إنعقاد مؤتمر تونس 2020، تم تحديد سلسلة من المشاريع في الغرض لتعزيز الشراكة بين الدولتين، سيما أن تونس تزخر بمناخ وأرضية تشجع على بعث مشاريع خصوصا في المجال البيئي والإقتصاد الأخضر.
اقتصاد أخضر، صناعة خضراء، لو توضحون المزيد ؟
لتونس موارد طبيعية ضخمة لا توجد إلا بقلّة في بقاع العالم. ففي الزيارة التي أديتها مؤخرا الى جهة صفاقس، لاحظت العديد من المناطق الخضراء الشاسعة… إنها “لكنز” يفترض توظيفها لإحداث نقلة نوعية في التنمية الإقتصادية، حسب رأيي…هذه المناطق الخضراء هي تنمية خضراء مائة بالمائة ونقطة قوة لترويج السياحة البيئية للبلاد كلها. حيث يمكن استقطاب آلاف السياح الأجانب الذين هم في حاجة ماسة الى الصحة والراحة والترفيه. وللتأكيد هناك العديد من الأفراد الأجانب الذي يبحثون على مناخ بيئي سليم.
من جانب آخر، تعتبر الشمس والرياح والمناخ عوامل إقتصادية وتنموية، حيث تساعد على بعث مشاريع وإستثمارات في مجالات الفلاحة البيولوجية، الطاقات المتجددة وغيرها من المشاريع الأخرى. وللملاحظة لماذا لا تكون تونس بوابة إفريقيا في الطاقات المتجددة…
ماذا عن الموارد الاقتصادية الأخرى ؟
عديدة هي الموارد الاقتصادية التي تنتجها المؤسسات التونسية سنويا كالفسفاط والتمور وزيت الزيتونة وغيرها من المنتوجات الأخرى… لكن للأسف الشديد، هناك غياب تام لسياسة تسويقية صحيحة تساعد على تحقيق الفائدة والقيمة المضافة للإقتصاد الوطني. فعلى سبيل المثال، يتم سنويا تصدير كميات هائلة من الزيت الزيتونة إلى العديد من البلدان، لكن يقع بيعه بطريقة لا تخدم المصلحة الاقتصادية الوطنية… حيث يتم ازالة العلامة التونسية على المنتوج ثم بيعه في الاسواق الخارجية بعلامة تجارية أخرى… وهذا أمر غريب ونتسائل لماذا لا يقع إعادة النظر في هذا التوجه…. فزيت الزيتونة منتوج تونسي 100 بالمائة ذو جودة عالية يفوق العرض الطلب.
تقولون أن تونس يمكنها أن تكون بوابة افريقيا للطاقات المتجددة، لو توضحون ؟
طبعا، لتونس تموقع جيو استراتيجي يستقطب جنسيات عربية وافريقية، ففي غضون 2030 ستشهد تدفق 2.1 مليار ساكن من افريقيا، وهذا الأمر ايجابي، يساهم مباشرة في ترفيع الطاقة الاستهلاكية. من ناحية أخرى، لها موارد بشرية هائلة في حال تم توظيفها، يمكن خلق فرص تشغيلية جديدة في مجالات عديدة أبرزها الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر… البلدان الافريقية في حاجة ماسة الى مشاريع وبرامج في هذه المجالات.. فـ175 دولة تفتقر إلى الطاقة والطاقات المتجددة. فلماذا لا يقع التفكير في السوق الإفريقية.
المصدر : بيئة نيوز